مقالات متنوعة

سنة الموت دليل على أن القيم لا يحرسها الأشخاص


هذه السنة التي فرضها الله على عباده، فقد نال الموت من رسولنا صلوات الله وسلامه عليه، فبموته اختفى الخير يقول الله تعالى:

(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم …) سورة الأنفال آية رقم (٣٣) فقد قال الله عز وجل في هذه الآية الكريمة أن بحياة الرسول الكريم لن يصيب الأمة عذاب.
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن الخير امتد بالصلاة عليه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا).
إلا أن الخير امتد بالاستغفار يقول الله تعالى في نفس الآية(…وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)سورة الأنفال آية رقم(٣٣).
فاستغفار الله تعالى والصلاة على الرسول الكريم تدومان رغم انقطاع حياة نبينا الكريم، فهو من علمنا الاستغفار.
رغم انقطاع حياة من نصلي عليه مما يعني أن الخير ليس مرتبطا بالأشخاص.
يقبض الله روح الأشخاص إليه ويظل خيرهم باق.
فإرادة الله إن كانت تسعى لربط الخير بالأشخاص لما سن الموت عليهم.
فالله جل في علاه لم يرد أن يحرمنا من الخير، وفي ذات الوقت يقبض أرواح الأنبياء مما يعني بصورة قاطعة أن مما يجعل الخير مستمرا ليس الأشخاص، وإنما عوامل أخرى منها:
* تثبيت القرآن الكريم، فقد تكفل الله بحفظه، فالقرآن ليس مرتبطا بالموت.
* تثبيت الإيمان في قلوب المؤمنين، فالإيمان ليس مربوطا بالموت.
* تثبيت الصواب من الخطأ، فالصواب والخطأ لا يرتبطان بالموت.
* تثبيت العلم، فالعلم لا يرتبط بالموت.
* تثبيت السير الحسنة والقدوة الطيبة بأولياء الله الصالحين، ومن قبلهم بالأنبياء عليهم السلام، فسيرة هؤلاء لا يفنيها الموت.
فالحق سبحانه فرض الموت على خلقه.
مع إقامة الحق.
مع نشر كل فضيلة.
مما يعني أن الأشخاص لا علاقة لهم باستمرار الحق والفضيلة، وإلا لكان الله حرم عليهم الموت.
ديانات الأمم وثقافاتهم وقيمهم وأنظمتهم بكافة أنواعها إن قدر الله لها البقاء، فلن تبقى بالأشخاص؛ لأن الأشخاص كتب الله لهم الفناء.
فإن بقي دين أو خلق أو تنظيم أيا كان مجاله، فأسباب بقائه تعود إلى بقاء مثله.
أسباب بقائه تعود إلى كتاب تكفل الله بحفظه.
أسباب بقائه تعود إلى انتقال مثله إلى أجياله جيل بعد جيل.
أسباب بقائه نظام محكم يتداوله جيل بعد جيل.
أما أي دين أو ثقافة أو قيم او نظام اعتمد على أشخاص فقط، فسوف تزول هذه القيم، وهذه العادات بمجرد زوال أشخاصها وسينطبق عليها القول:
(حضارات سادت ثم بادت).
إنكار هذه الحقيقة حقيقة بقاء الموروث الديني أو الثقافي أو المجتمعي أو السياسي بلا أشخاص إنكاره إما بسبب:
* ضعف وجهل.
وإما بسبب:
*حب للذات وللأنا.

معتصم محمود
صحيفة الانتباهة