صباح محمد الحسن تكتب: الجوهر والمظهر في علاقة العسكر !!
أكد رئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان إلتزامهم بالإتفاق الإطاري والعمل مع جميع الأطراف وإقناع الممانعين للتوصل لإتفاق نهائي شامل، يمهد الطريق لحكومة إنتقالية بقيادة مدنية تقود البلاد لإنتخابات حرة ونزيهة.
والمتابع لفترة ما بعد التوقيع على الإتفاق الإطاري يجد ان هذا أول اجتماع يضم الفريق البرهان ونائبه حميدتي، والذي ضم وفد المبعوثين الدوليين الستة ، حيث تمت كل اللقاءات المهمة مع كل واحد منهما دون ان يجتمعا معا.
فالبرهان إلتقى باللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة في مصر في مكتبه بعيدا عن عيون ومسامع حميدتي واخذ اللقاء الطابع الاستخبارتي الأمني ، حيث سمح البرهان فقط للفريق أول أحمد مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة دون غيره ، والتقى كامل دقلو لوحده لكن بالتأكيد ان لكل لقاء تفاصيله وخصوصيته
وجاءت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للقاء القائد فقط وهذه الزيارة تحديدا اغلق فيها البرهان ابوابه في وجه دقلو ( بالطبلة والمفتاح ) الأمر الذي جعل حميدتي يخرج للعلن ويشكو انه لم يلتق بوزير الخارجية الاسرائلي ولم يسمع حتى بزيارته.
ووصل الى الخرطوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وبدأ جولته بلقاء الفريق عبد الفتاح البرهان بمكتبه ، واختتمها بلقاء خاص بالفريق دقلو لكن بالعودة الى اجتماع البرهان وحميدتي بالمبعوثين الدوليين الستة ، تستطيع أن تضع يدك على ان الخلاف بين الجنرالين هو خلاف وصراع يخلقه سباق دول عظمى تتسارع خطاها لكسب مصالحها ، وينعكس ذلك مباشرة على امبراطورية العسكر ويقسمها الى ( غرفتين وبرنده ) كما ان الملاحظ أن اللقاءات ذات الطابع الأمني والمخابراتي هي التي تفرق بينهما بُعد المشرقين ، وهذه تكشف جوهر الخلاف وخطورته ، عكس اللقاءات السياسية الدبلوماسية التي تجمعهما ويضطر كل واحد ان يحافظ على العلاقة ك (مظهر اجتماعي).
ايضا لقاء الجنرالين بالمبعوثيين يكشف أن المواصلة في طريق الإطاري ليست بمزاج البرهان وهواه، فالرجل في آخر لقاء جماهيري ( كلم ) شعبه انه لا يريد ان يواصل في الإطاري لكنه ( حدّث ) المبعوثيين بالتزامه به ، كما ان وجوده ودقلو في هذا الاجتماع يعني ان القيود المفروضة للسجن في زنزانة الإطاري، هي عقوبة تقع عليه وعلى نائبه فالأول يحاول المقاومة أحيانا ، والثاني يرضى بقدره ونصيبه .
طيف أخير:
وما كنت إبن مريم.َ
وماكنت ياعيسى نبيا.
لكنك كنت رسول محبة بيننا صادقا ونقيا.
نفتقدك، ضحكة وبشاشة وصمودا ورفقة وثورة.
لك الرحمة والمغفرة الاخ العزيز والزميل عيسى جديد.
صحيفة الجريدة