أشرف عبدالعزيز يكتب: الشرطة في فتيل!!
في خطوة مفاجئة أعلن أولياء الدم من أسرة رقيب الاستخبارات الذي تم اتهام عدد من الثوار بقتله، تنازلهم عن الحق الخاص في القضية التي يواجه فيها ثمانية ثوار تهمة القتل.
وكشف رئيس هيئة الدفاع عن الثوار المتهمين نصر الدين رحال، ان هيئة الاتهام عن الحق العام واصلت سماع بقية الشهود في قضية الثوار الثمانية، وتم الاستماع الى افادات الشهود الذين جلبهم الاتهام في الحق العام، ويمثلون (مستشاري القوات المسلحة وبقية أجهزة الأمن ، وقوات نظامية أخرى). وأعلن رحال، عدم وجود اي بينة اتهام مبدئية في مواجهة أي أحد من المتهمين الثمانية المقبوض عليهم في قضية مقتل رقيب الاستخبارات، واوضح انه بعد اكثر من حوالي عشرين جلسة منذ الاول من أكتوبر ٢٠٢٢م وسماع افادات حوالي عشرين شخصا في قضية الاتهام، بينهم ثلاثة متحرين وشاكي؛ اكدت جميع افاداتهم براءة المتهمين الثمانية.
ووصف رئيس هيئة الدفاع الخطوة بأنها مفاجئة، مشيراً الى انه تم تقديم طلب لتأجيل الجلسة الى يوم الاثنين القادم لسماع الشهود، واكد انه في الغالب الاعم سوف تعلن المحكمة براءة المتهمين بعد استجوابهم في مقبل الجلسات.
الشرطة أوقفت 20 ثائراً تباعاً منذ مارس 2022، أفرجت عن 12 منهم على فترات، فيما قيّدت اتهامات ضد 8 منهم تحت المادة 130 من القانون الجنائي الخاصة بالقتل العمد التي تصل عقوبتها للإعدام بتهمة قتل رقيب الاستخبارات.
كشف الثوار الذين وجه الاتهام تحت المادة 130 (القتل العمد) ما تعرضوا له من تعذيب أثناء الاعتقال وفي الأقسام والإبتزاز الذي مورس معهم حتى يعترفوا ويقروا بالجريمة وتمثيلها ولعل ما ذكره الشاهد السابع هو شاهد إتهام كان القشة التي قسمت ظهر البعير حيث أبلغ المحكمة في الجلسة السابقة بتعرضه لتعذيب وابتزاز من الاستخبارات، وأشار الشاهد جاد الكريم جمعة 21 عامًا، والذي جرى توقيفه بعد أسبوع من مقتل الرقيب بأنه أُودع في مقر احتجاز تابع للاستخبارات العسكرية لمدة شهر ، أشار إلى أنه تم إغراق الزنزانة المحتجز فيها بالمياه لمنعه من النوم، قبل أن يطلب الضباط المشرفين على تعذيبه منه الشهادة ضد المتظاهرين، وقال إنه “خاف على نفسه بسبب الضغط عليه بعد اتهامه بأنه المتهم الأساسي في قضية مقتل رقيب الاستخبارات، وابتزازه بدعوى سابقة حيث هدده الضباط بفتح الدفاتر القديمة حال لم يتعاون معهم.
وذكر أن الضباط ابتزوه بإشانة سمعته بأنه “مثلي” واستخراج تقارير تؤكد هذا الإدعاء وعرضها على أسرته وقال: “إزاء هذا التعذيب والابتزاز، وعدتهم بالشهادة خوفًا على حياتي ومن أجل الإفراج عني”.
وكشفت محامية الدفاع رحاب المبارك عن أن الشاهد كان يدلي بأقواله “والدموع تنهمر من عينه”، مشيرة إلى هذا الأمر يوضح الضغط النفسي والتعذيب الذي تعرض له.
وإذا إستمعت أسرة القتيل إفادة شاهد الاتهام ذلك فكيف لها أن تواصل المحكمة والقضية أصبحت واضحة بالنسبة لها كوضوح الشمس في رابعة النهار ..إنسحاب أولياء الدم وضع الشرطة والأجهزة الأمنية التي تقف من ورائها في (فتيل) وأفضل لها التنازل أيضاً عن الحق العام واغلاق ملف القضايا وفتح أبواب السجن للثوار المتهمين بعد فك قيودهم وإلقاء التحية لهم لصمودهم وبسالتهم .
صحيفة الجريدة