محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: في وجود (13) جيشاً طبيعي أن تعجز الدولة عن توفير (المرتبات)

(1)
في السودان على مستوى الاشخاص نمتلك كوادر وعبقريات يمكن ان نقول بثقة كبيرة على مستوى العالم لا يوجد مثيل لها ، وذلك في كافة المجالات في الادب وفي الفن وفي السياسة والإعلام والطب والاقتصاد ، تبقى مشكلتنا في السودان في (المؤسسية) وفي فشلنا الكبير في العمل (الجماعي).
 ارتبط الفشل عندنا باللجان ، لأنها تضم عدداً من الاعضاء والعمل فيها يتم بصورة جماعية وعن طريق الشورى والتصويت ، لذلك قيل اذا اردت ان تحبط عملاً ما شكّل له لجنة. وما لجنة اديب للتحقيق في مجزرة فض الاعتصام إلا دليل على ذلك.
 هذه اللجنة المعنية بالتحقيق في فض الاعتصام لو كانت مسلسلاً مكسيكياً لوصلنا الى نهايتها ولو كان المسلسل من (9) اجزاء بما في ذلك الاعادة.
 التجربة الحزبية في السودان تجربة قديمة وراسخة وممتدة ، تحتاج لبعض المعالجات والتنقيح اذا اردنا العبور. لن نصل الى حكومة راشدة بدون احزاب راشدة.
 الاحزاب ضرورة سياسية لا بد منها – لأن سلبيات الاحزاب وفشلها يبقى افضل من ايجابيات العسكر ونجاحاتهم.
(2)
 في امريكا وانجلترا وفرنسا عندما يفشل الحزب في السلطة يسقط في الانتخابات القادمة، الفشل هنالك لا يعني حدوث انقلاب او قدوم حكومة عسكرية.
 صناديق الاقتراع هي التى تحكم – من فضل الله على العباد ان صناديق الاقتراع لا تأتي بالحكم العسكري ، لذلك العسكر دائماً ضد الانتخابات.
 لا يوجد صندوق اقتراع واحد في العالم جاء بعسكري، إلا اذا كانت الانتخابات مزورة وغير حرة وغير شريفة حيث يبدو ذلك عندما تكون نسبة الاقتراع 99 % لصالح المرشح العسكري الذي يكون على رأس السلطة عندما تجرى هذه الانتخابات التى تأتي به.
 كل العساكر اما جاءوا بالانقلاب او جاءوا بنسبة نجاح وصلت 99 %.
(3)
 الجيش في فرنسا في وقت ما بسط نفوذه على العالم كله، وأصبح قائده نابليون بونابرت على لسان كل الناس فقد استولى نابليون على السلطة في العام 1799، وأسس نظامًا دكتاتوريًا عسكريًا واستمرت حروبه قرابة الـ 15 عاماً، كانت حصة الرضيع من لبن امه وقتها تحدث خصومات فيها بسبب تلك الحروب. لقد كانت إمبراطورية نابليون بونابرت الفرنسية هي القوة المهيمنة على معظم القارة الأوروبية في بدايات القرن التاسع عشر وامتدت حملاته حتى مصر والشام والهند. مع ذلك لم يصمد الحكم (العسكري) في فرنسا رغم هذا التاريخ الجبار .. لتبقى السلطة في فرنسا سلطة (مدنية) مع ذلك الجبروت العسكري الفظيع.
(4)
 في المانيا سطع أدولف هلتر (20 أبريل 1889 – 30 أبريل 1945) زعيم ألمانيا النازية، وفي خلال ثلاث سنوات بعد الحرب العالمية الثانية استطاع الجيش الالماني الذي اعاد هتلر بناءه السيطرة على دول المحور في معظم قارة أوروبا ، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). مع ذلك انتهى هذا التمدد العسكري وتلاشى ، وتنعم المانيا منذ سنوات بعيدة بالحكم (المدني) رغم الخلفية العسكرية الجبارة لألمانيا.
 (في السابع ديسمبر 2022 أُلقي القبض على 25 عضوًا من مجموعة إرهابية يمينية متطرفة مشتبهٌ بها بتهمة التخطيط لانقلاب في ألمانيا. تحملُ المجموعة اسم «الاتحاد الوطني» ويقودها مجلس (بالألمانية: Rat)‏، وتُعتبر ضمنَ حركة مواطني الرايخ وهي التسمية التي تُطلق على الجماعات اليمينيّة المتطرفة في ألمانيا. تهدفُ المجموعة إلى إعادة تأسيس حكومة ملكية في ألمانيا على غرار تقاليد الرايخ الألماني، حيث تُشبه في هيكليتها الإمبراطورية الألمانية. يُزعم أن المجموعة أرادت إثارة الفوضى والحرب الأهلية في ألمانيا حتى تتمكّن من تولي السلطة).
 هذه المحاولة لم تصمد دقائق معدودة .. وقد كانت تقصد الفوضى والحرب الاهلية وهما ما نعاني منهما في السودان ، لأن نتائج الانقلابات العسكرية دائماً تكون على ذلك النحو.
(5)
 القوات المسلحة الأمريكية (بالإنجليزية: Military of the United States)‏ هي القوات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية. وهي أقوى قوات مسلحة في العالم. ويحتل الجيش الامريكي الذي تأسس في عام 1776م المرتبة الثانية عالميّاً من حيث تعداد الجيش بعد الجيش الصيني. يستمدون جنودهم من مجموعة كبيرة من المتطوعين المأجورين. على الرغم من اتباع التجنيد الإجباري في الماضي، إلا أنه لم يعد يُستخدم منذ عام 1973.
 بلغت الميزانية العسكرية للولايات المتحدة 693 مليار دولار في عام 2019، وهي الأعلى في العالم.
 مع هذه الميزانية الضخمة لم يفكر الجيش الامريكي في السلطة!!
 لعبت القوات المسلحة الأمريكية دورًا حاسمًا في تاريخ الولايات المتحدة منذ نشأتها خلال الحرب الثورية الأمريكية. ساعدت في تكوين شعور بالوحدة الوطنية والهوية من خلال الانتصارات في الحرب البربرية الأولى والحرب البربرية الثانية. ولعبت دورًا حاسمًا في الحرب الأهلية الأمريكية، ما منع الولايات الكونفدرالية من الانفصال عن الجمهورية.
 الجيش في امريكا يحمي الدستور لا ينقلب عليه.
 تمتلك القوات المسلحة الأمريكية قدرات كبيرة في مجالي الدفاع وفرض القوة نظرًا لميزانيتها الكبيرة، ما أدى إلى تقنيات متقدمة وقوية تتيح نشر القوة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، متضمنةً نحو 800 قاعدة.
 يسطيرون على 800 قاعدة في جميع انحاء العالم ولا علاقة لهم بالبيت الابيض في قلب العاصمة الامريكية.
 الجيش الامريكي شارك في اكثر من (94) حرباً منذ التأسيس وحتى وقتنا هذا ولم يشارك في مجزرة واحدة ضد شعبه.
 لا يوجد في تاريخ الجيش الامريكي (مجزرة) ضد الشعب او فض اعتصام.
 مع هذه السيرة والسجل العسكري الرهيب .. السلطة في امريكا سلطة (مدنية) والحكومات منتخبة تأتي عبر صناديق الاقتراع كل 4 سنوات.
 لا يحدث انقلاب عسكري في امريكا رغم ان الجيش هنالك يستطيع ان يحسب (انفاس) العباد.
(6)
 في السودان يوجد (13) جيشاً مختلفاً شرابه ، والأمن غير مستتب في شارع القصر المؤدي الى القصر الجمهوري ،والقيادة العامة للجيش محمية بسور طوله اكثر من (3) امتار وعرضه اكثر من كيلو متر وتعاني البلاد من التفلتات الامنية والفوضى و(9) طويلة ويحكم بعد كل هذا الفشل (الجيش) ويسيطر على السلطة. وهو الذي يصالح وهو الذي يتوافق وهو الذي ينقلب بعد ذلك.
 في محيط القيادة حدثت مجزرة فض الاعتصام بعد ان انحاز الجيش للشعب وأصدر بياناً يؤكد فيه ذلك يوم 11 ابريل 2019م.
 في الخميس 11 ابريل 2019م انحازوا للشعب وفي 3 يونيو 2019م وقعت مجزرة فض الاعتصام في محيط القيادة.
 ما بين الانحياز للشعب والمجزرة الدموية التى كانت على الشعب (52) يوماً.
 الجيش حكم السودان لأكثر من نصف قرن بعد الاستقلال فقدنا فيها الجنوب وفقدنا حلايب والفشقة وفقدنا السيطرة حتى على مناطق في كردفان ودارفور والنيل الازرق، والحكومات المنتخبة في السودان تنتخب من اجل الانقلاب عليها.
(7)
 بغم
 دولة فيها (13) جيشاً .. طبيعي تعجز عن توفير (المرتبات) و(الادوية) المنقذة للحياة.
 غير الطبيعي ان تكون هنالك فوضى وتفلتات امنية في العاصمة التى يوجد فيها (13) جيشاً.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة