مقالات متنوعة

أشرف عبدالعزيز يكتب: باعوضة ضنك ومعيشة ضنكا!!

قبل أيام حذرت الأمم المتحدة موظفيها من الباعوض وبدت الدهشة ترفع عقيرتها لماذا هذا التحذير في هذا الوقت؟ وظهرت الإجابة أمس بعد أن استيقظت السُّلطات الصحية في السودان من نومها معلنة عن تفشي حمى الضنك في ولايتي الخرطوم والقضارف، وقالت إن البعوض الناقل للوباء يتواجد في معظم الولايات.
وسُجلت أولى حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية شمال كردفان في 2 نوفمبر 2022، وذلك قبل أن تنتشر في ولايات أخرى وكشف وزير صحة الخرطوم المُكلف هيثم محمد إبراهيم، في مؤتمر صحفي، أمس عن “ تسجيل 169 حالة اشتباه بحمى الضنك بولاية الخرطوم منها 110 حالة مؤكدة عبر الفحص المعملي.
وأشار إلى أن الحالات المؤكدة سُجلت منها 104 في محلية أم بدة و4 حالات في محلية كرري والاثنان تابعتان لمنطقة أم درمان وهي المدينة الثالثة في العاصمة الخرطوم، فيما الحالة الأخيرة وافدة من ولاية القضارف.
وقال هيثم إن حالات الاشتباه بحمى الضنك وصلت 80 في ولاية القضارف منها 59 إصابة مؤكدة، كما توجد حالة وفاة واحدة ومثلها في الخرطوم.
وأفاد الوزير بأن المسوحات الحشرية أثبتت أن البعوض الناقل يتواجد في معظم الولايات، ولهذا كان متوقعا انتشار المرض نظرًا لتوقف العمليات الروتينية المرتبطة بمكافحة الأمراض خلال السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة للظروف الاقتصادية والأوضاع الإنسانية والأمنية.
وأرجع الوزير تزايد الإصابات بحمى الضنك إلى وجود بعوضة الزاعجة المصرية الناقلة للفيروس، في ظل الظروف المواتية من تراكم المياه والنفايات، وقال إن أكثر من 90% من الإصابات لا تحتاج لتنويم في المشافي ويمكن علاجها بالمنازل.

(تخيلوا) كم تدفع الحكومة عند كل موكب لأرتال العسكريين ومدرعاتهم و(التاتشرات) وأسلحتهم خاصة (الخرطوش) وغيرها وذلك لقمع وسحق الثوار الذي يطالبون بالحكم المدني ومحاسبة قتلة الشهداء ، ألا تكفي هذه الأموال التي يستقطعها جبريل إبراهيم بحكم الحديد والنار من جيوب المواطنين لقتل الباعوض الناقل لفيروس حمى الضنك القاتلة بدلاً من أن يقتل بها شباب من خيرة أبناء الوطن؟

هل تعجز حكومة (الباشبوزق) التي تجيد تحصيل الإيرادات من الضرائب عن تنظيم حملات رش للقضاء من البعوض وتقليل الحالات والسيطرة على المرض في أقل وقت ممكن ، وما دام أن المرض كان قد تفشى في ولاية شمال كردفان لماذا لم تتحسب السلطات الصحية انتقاله لولايات أخرى؟.
والي الخرطوم الذي يملأ الشريط الإخباري لقناة الولاية الفضائية مباهياً بانجازاته ألم يعلم بأن البعوض يحيط بولايته ويفتك برعاياه في فصل الشتاء وليس الخريف أم هكذا يكون الآداء التنفيذي في غياب الأجهزة التشريعية؟.
ما دام أن السلطات الصحية في عاصمة البلاد أعلنت عن تفشي الوباء بعد أن سبقتها الأمم المتحدة فنتوقع توالد هذا الباعوض الناقل لفيروس المرض خاصة وأن وزير الصحة يتعلل بشح الإمكانات …نسأل الله أن يحمينا من زلزال المرض وأن يعيد لنا د.أكرم على التوم وزيراً للصحة في القريب العاجل ضمن كوكبة من الكفاءات المستقلة لتخرج بالبلاد إلى بر الأمان.

صحيفة الجريدة