مقالات متنوعة

صفاء الفحل تكتب: الاعلام .. وحارقي البخور للنظام


الصحافة قداسة وأخلاق ومبادئ قبل أن تكون مهنة للارتزاق والشهرة والغني وأنت داخلها تتعامل مع قبيلة من الزملاء والاصدقاء ومجتمع كامل ودولة واحترامهم ينبع من احترامك لذاتك ومكانتك والرشاش (القذر) الذي يصيبك يشمل بصورة تلقائية كل المنتسبين للمهنة والمواقف الوطنية الشجاعة والصدق في التناول يرفع من قيمتهم ومكانتهم بالمجتمع ويزيدهم فخراً وعزةً ومكانةً واحتراماً.

على مستوى العالم يحترم الجميع (الصحفي) إحترام يصل الى درجة التقديس أحيانا فهو الكاشف للحقائق والناصر للملهوف والسند للضعيف وفوق ذلك هو الصادق الصدوق مع نفسه ومجتمعه والوصول الى هذه المكانة يتطلب تضحيات جسام واحترام للذات والوطن الذي ينتمي إليه والوقوف على مسافة واحدة من الجميع موقعاً على طرحك بالوقائع والحق وقبل ذلك بالفضيلة.

قد تكون سنوات (الكيزان) السوداء الطويلة وصناعة الأجسام الهلامية لاغتيال الأصوات الوطنية وفتح (اتحاد الرزيقي) لأبوابه مشرعة أمام النطيحة والفاسقون والارزقية واللصوص قد (اغرق) المهنة من اجل الكسب السياسي الرخيص وصنع اقلاماً راجفة لا تعرف حتى الفرق بين (القميز واللميز) الأمر الذي أضاع هيبتها ولكننا مازلنا نؤمن ونحمد الله أن الأقلام الوطنية الحقيقية مازالت صامدة رغم القهر والتضييق الذي تعانيه وهي تتابع بألم صحافة الارداف العارية والشقق المغلقة والشامات المصنوعة والارتزاق الواضح المخجل

ولا أحد يمكنه ان يطالب بكبت الحريات (الشخصية) او منع أحدا عن التعبير عن (دواخله) حتي ولو كان ذلك كسرا لتعاليم الدين الحنيف وقفزا فوق الاعراف والاخلاق والتقاليد السودانية النبيلة والامر كله متروك لتقدير القراء والمتابعين وفي النهاية فإنه لا يصح إلا الصحيح وسيذهب الغثاء ويبقي ما ينفع الناس ويصنع التاريخ ويبني وطناً معافى.

الصحافة الحرة هي المهنة الوحيدة التي يغسل ويفلتر الناس شهوتها و (اقلامها) ولا يمكن تقييدها بالقوانين او اسكاتها بالإرهاب والقتل والتاريخ وحده هو الذي يسجل هذا الثبات او ذاك الانبطاح منذ اختطاف الصحفي محمد مكي من امام فندق فوراك بالعاصمة اللبنانية بيروت في عهد الدكتاتور الراحل جعفر النميري واغتيال الراحل المقيم محمد طه في العهد الكيزاني وغيرهم ممن وهبوا هذه المهنة العظيمة أرواحهم وسجلوا اسماءهم بأحرف من نور في سجلاتها.. ولكنه أيضاً لن ينسي الارزقية اللذين سودوا صفحاتها بانكسارهم المشين ومازالوا يحاولون لي عنق الحقيقة من أجل (متع) دنيوية فانية رغم علمهم بنور وعي ثورة ديسمبر العظيمة الابلج .

سؤال في العصب
بعيدا عن كل شيء يطرح سؤال يخلط الفاسق بتاجر الدين فماذا يفعل شيخ يدعي الإصلاح والوقار في شقة (شابة) وحيدة في منتصف الليل .. فلنحسن الظن فقد يكون للأمر علاقة بأ(المؤلفة قلوبهم) ربما ..
وثورة الوعي مستمرة.
والقصاص للشهداء أمر حتمي.

صحيفة الجريدة