مقالات متنوعة

محجوب مدني محجوب | ما يقوم به الأب لا يقوم به غيره


هذه القاعدة الذهبية التي تنطبق على الأب،
بالرغم من أن الكثيرين ينظرون إلى النفقة والرعاية على أنها هي فقط المهمة، فإن توفرت، فليست هناك أية مشكلة.
إلا أن هذه النفقة، وهذه الرعاية جعل الله لها ركيزتين لا واحدة.
الركيزة الأولى: هي أنها مهمة، فلا أحد ينشأ ويتربى بلا نفقة وبلا رعاية.
الركيزة الثانية: هي أن هذه النفقة، وهذه الرعاية ربطها الله جلت قدرته بالأب فالجينات الخلقية والنفسية لكل أسرة حتى تنشأ نشأة سليمة ومعافاة هي أنها لا بد أن ترتبط بالأب، وإلا سينشأ الأبناء نشأة فيها خلل.
يزيد وينقص هذا الخلل بقدر قرب وابتعاد الأب عن هذه المهمة مهمة الإنفاق والتنشئة.
وبناء على هذا التحليل، فإن معونة ومساعدة الوالد لا تأتي من خلال شخص آخر يقوم بواجبه بدلا عنه إذ أن هذا البديل بحكم خلقة الله ضرره أكثر من نفعه.
لا بد أن تأتي هذه المهمة، وكأمر واجب لا مفر منه من قبل الأب.
الأمر الصحيح هو مساعدة الوالد إن كان ضعيفا من أجل أن يقوم على رجليه ويقوم بواجبه؛ ليظهر هو للأبناء من خلال أداء واجبه تجاههم. من خلال عطفه عليهم.
هنا يظهر أثر الدعم على الأبناء حينما يأتي من والدهم.
أما إذا جاء الصرف عليهم مع تهميش أو إبعاد والدهم، فحينئذ يحصل الضرر من جانبين:
الجانب الأول: تهتز صورة الوالد لدى الأبناء اهتزازا يضر بشخصية الأبناء، فهم لا يستطيعون أن يجلوا ويعظموا والدهم؛ لأنه لا يصرف عليهم كما أنهم لا يستطيعون أن يحتقروه؛ لأنه والدهم.
فيحصل الاهتزاز في تعاملهم مع من حولهم تعاملا ينم عن خلل واضح في شخصيتهم.
الجانب الثاني: من نحى دور والدهم وحل محله قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، فبدلا من أن يجلوا هذا الشخص ويحترموه، فقد يحتقروه ويذموه أو على أقل تقدير يبعدون عنه.
إن المثل الشعبي (أحن من الوالد كضاب) لا يعني فقط صدق مشاعر الوالد وعظمته تجاه أبنائه بل يعني الأعمق من ذلك وهو أن مشاعر الوالد لا يمكن أن تستبدل.
إن مشاعر الوالد لا يمكن أن يقوم بها شخص آخر مهما كانت إمكانياته ومكانته.
ادعموا الوالد ليقوم بواجبه تجاه أبنائه لا تدعموا أولاده مظهرين ضعفه.
مظهرين قلة حيلته. فدعمكم للوالد بجعله قويا يعتمد على نفسه في رعاية وتنشئة أبنائه يخلق العظماء سواء للداعمين أو الوالد أو الأبناء.
أما دعم الأبناء مقابل اختفاء دور والدهم من أي جهة كانت، فإنه يصنع الضعف والهوان بل والغل والحقد للأبناء، وبالتالي تنعكس هذه النتيجة السيئة على الوالد والداعمين معا.
فلا يرى الوالد ثمرة أبنائه.
ولا يرى الداعمين ثمرة دعمهم بل قد يرون العكس.
يقول الله تعالى:
《… فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله…》سورة الروم آية رقم (٣٠)

صحيفة الانتباهة