منوعات

المماطلة غالبًا ما تخفي مشكلة انفعالية

تأجيل ما يمكنك فِعله اليوم إلى الغد ليس سوءًا مطلقًا، يميل الجميع إلى المماطلة، يتم الوصول إلى الحد الأقصى من التسويف عندما يمنعك هذا “الكسل” من المضي قدمًا في حياتك.

كلنا نماطل، لا بأس طالما أنّ المماطلة ليست شديدة جدًا، وليست متكررة جدًا، ولا تؤذينا.
عندما يبدأ التسويف في أن يصبح مشكلة عليك أن تتصرف، بشرط، بالفعل، أن تميز بين “أنا مَن يعتقد أنني أؤجل” وبين “الآخرون هم الذين يعتقدون ذلك”.
ليس لدينا جميعًا نفس العلاقة بالعمل. لكل شخص إيقاعه الخاص. لذلك قد يلومك الآخرون لكونك بطيئًا، ولعدم اتخاذك الإجراءات الكافية، ولكن إذا لم تكن هذه مشكلة بالنسبة لك فأنت بخير.
يمكن أن يكون التسويف نسبيًا. قد يجدك البعض مُساوفًا عندما يكون لديك طريقة مختلفة في التفكير، وأنت موغل في الملاحظة الدقيقة وتحتاج إلى التفكير في الأمور قبل التصرف.
متى يصبح التسويف مشكلة بالنسبة للإنسان؟
يصبح التسويف مشكلة، وفقًا للتقرير الذي نشره موقع myhappyjob، عندما يبدأ هذا التسويف في توليد التوتر. وعندما لا تتقدم الأشياء في حياة الشخص، إذا كان غير قادر على اتخاذ إجراء للبحث عن عمل، على سبيل المثال، أو عندما يمنعه ذلك من التقدم في علاقاته مع الآخرين.
بشكل عام يجب أن نميز بين المماطلين الذين يساوفون عَرَضًا (أحيانًا) وبين المماطلين المزمنين، في بعض الأحيان يتيح لك التسويف أخذ فترات راحة، أو مراجعة أشياء معيّنة أو الاستمتاع بالأشخاص المقربين منك. يجب أن تعلم أنّ التسويف غالبًا ما يُخفي مشكلة انفعالية، أكثر من مجرد سوء إدارة الوقت.
التسويف ليس مقصودًا بل ينتج عن عوامل
الشخص الذي يماطل شخص يعاني، في غالب الأحيان لا يكون التسويف شيئًا يقرّره الشخص المماطل عن قصد. بل غالبًا ما يرتبط التسويف، على سبيل المثال، بردود فعل مرتبطة بالخوف، ولا يعرف الشخص كيفية الخروج منه.
لهذا السبب من الضروري طلب المساعدة الخارجية. إنّ القول بأنّ شخصًا ما يماطل، وإنّ هذا خطؤُه فهذا حكم يؤدي إلى نتائج عكسية لأنه سيؤدي إلى الشعور بالذنب. والحال أنّ الشعور بالذنب يعيق الفعل في النهاية. إننا بهذا الحُكم إذًا نحبس الشخص أكثر في مشكلته، في حلقة مفرغة.
ماذا تفعل لمحاربة التسويف؟
لا بد من النظر إلى المشكلة التي تسبب المماطلة، على سبيل المثال، هل أنا أستسلم للهو والتسلية والتشتت (عبر الشبكات الاجتماعية، والزملاء، وما إلى ذلك) بحيث لا يمكنني تحقيق الأهداف التي حدّدتها لنفسي؟.
إذا كان الأمر كذلك كيف يمكنني تقليل عوامل التشتيت هذه (عن طريق الحد من وقت الشاشة على وجه الخصوص)؟ هل المشكلة أنني أخاف ألا أصل إلى هدفي؟ إذا كان الأمر كذلك يمكنني تقسيم مشروعي إلى مهام فرعية أصغر وأكثر تحديدًا؟.

يمكنني اختيار تقنية الخطوات الصغيرة، والتي تتكوّن من تحديد هدف أكون متأكدًا من تحقيقه، لأنه معقول. وبالمثل يمكنني تطبيق تقنية الأهداف الذكية Smart (بسيطة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، وقت محدد) قبل أن أبدأ يومي.
التسويف يمكن ربطه أيضًا بالخوف من الفشل مرة أخرى. لتجنب هذا الخوف عليك أن تقنع نفسك وتجبرها على أن تقول: “ماذا لو سارت الأمور على ما يرام؟”، فهذا يعني إلغاء برمجة عقلك وإعادة برمجته من جديد.
يجب أن نتوقف عن التفكير في الخطأ الذي حدث، وأن نسأل أنفسنا، بدلاً من ذلك، عما كنا مخطئين، وكيف سنتصرف في المرة القادمة. من خلال تغيير نمط تفكيرك لن يكون لديك نفس التصرف – التصرف الذي يمكن أن يكون تقاعسًا عن العمل.
في سياق العمل هل يمكن أيضًا ربط التسويف بنقص الحافز؟
بالتأكيد، لكنّ الأمر لا يتعلق فقط بالمدراء. التسويف مسؤولية مشتركة، كل شخص مسؤول عن الدافع الجماعي.
يمكن للمدراء استخدام (أو التدرب على) أدواتٍ مثل التواصل المرن غير العنيف، أو علم النفس الإيجابي لتحفيز فِرقهم. بدلاً من التركيز على ما هو خطأ يمكننا التركيز على ما نريده، وما الذي سيُغيّر طريقة تفكيرنا.
عليك أن تحاول، كما يقول المَثل، أن تنفخ ريحًا إيجابية على ما لا يُحفزك، على سبيل المثال، أنا أكره الإدارة.. عندما أجدني مضطرًا للقيام بعمل إداري إلى ذلك أصنع لنفسي شيئا، وأتناول مربعًا صغيرًا من الشوكولاتة، وأستمع إلى الموسيقى. وهكذا أضع ما أحبه في ما لا أحبه.

إرم