منوعات

بسبب خطأ في احتساب الرواتب.. صدمة بين العاملين في سفارات إسرائيل حول العالم

صُدم العاملون والموظفون في السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم؛ بسبب اقتطاع قرابة ثلث رواتبهم، التي تدفعها وزارة الخارجية، حسبما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الجمعة.

وقالت الصحيفة إن العاملين في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، على سبيل المثال، اكتشفوا خصم 600 إلى 1100 دولار أمريكي.

لسنا هنا من أجل خدمة الدولة فحسب، نحن نعيش هنا برواتب لا تفي بالمتطلبات الأساسية في واحدة من أغلى مدن العالم
موظف في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك
ولفتت إلى أن هؤلاء العاملين حاولوا استيضاح أسباب تلك الخصومات، وتلقوا ردًا بأن الحديث يجري عن خطأ في احتساب القيمة الضريبية المستقطعة على الرواتب، إلا أن هذا الرد لم يقنعهم، لا سيما أن أحدًا لم يبلغهم بموعد معالجة هذا الخطأ.

ونقلت الصحيفة عن أحد الموظفين الإسرائيليين في قنصلية نيويورك أن ما حدث يعد “وقاحة لا مثيل لها”، وتابع قائلا: “لسنا هنا من أجل خدمة الدولة فحسب، نحن نعيش هنا برواتب لا تفي بالمتطلبات الأساسية في واحدة من أغلى مدن العالم”.

وأضاف الموظف أن وزارة الخارجية الآن “تأخذ منهم حتى القليل الذي تدفعه، كيف يمكنني دفع إيجار شقة بثلثي راتبي؟”.

واتهمت موظفة أخرى وزارة الخارجية بعدم الشفافية وقالت للصحيفة، من دون كشف هويتها: “فهمنا أن مصدر الخطأ هو الاستعانة ببرنامج حاسوب جديد لحساب الرواتب، لقد أبلغونا أن خطأ قد وقع، لكن لم يخبرونا بشكل واضح، ولم يردوا علينا بشأن أغلب الأسئلة، أين اختفت الأموال، وكيف ستكون قسيمة الرواتب المقبلة؟”.

وأوضحت أنها “لو كانت تلك المشكلة تخص وزارة أخرى لكانت الأمور مختلفة لكن طالما يخص الأمر وزارة الخارجية فإنهم يسمحون لأنفسهم فعل ما يحلو لهم”.

وأبلغ أحد الموظفين الصحيفة أنه تلقى 80% فقط من راتبه، وأن ردًا وصله بأنه سيحصل على 20% المتبقية في وقت لاحق.

يبدو أن السبب خطأ في احتساب الضريبة، وأنهم خصموا الضريبة من الراتب مرتين في شهر، وشمل الخصم بنودًا معفاة من الضرائب

موظف في وزارة الخارجية الإسرائيلية
وأضاف أن “مجرد دفع قيمة الإيجار الشهري مقابل شقة سكنية في مدن مثل نيويورك أو سان فرانسيسكو، لأمر صعب، حتى ولو كنت تحصل على راتبك كاملا، فما بال لو كان منقوصا”.

وزاد أن “عاملين لديهم عائلات وأطفال، هم أشخاص يواجهون ضغوطا، وأن خصما بهذه الطريقة ودون توضيح الأسباب يزيد هذه الضغوط”.

وأردف: “يبدو أن السبب خطأ في احتساب الضريبة، وأنهم خصموا الضريبة من الراتب مرتين في شهر، وشمل الخصم بنودا معفاة من الضرائب”.

لكن الخصم عن طريق الخطأ لشهر شباط/ فبراير 2023، لم يكن المشكلة الوحيدة؛ إذ أبلغ موظفون في القنصليات والسفارات الإسرائيلية في الخارج الصحيفة، أن شهر كانون الأول/ديسمبر 2022، شهد خطأ مماثلا أدى إلى خصم في الرواتب بلغ 10%.

ووقتها وجد الموظفون، كل حسب راتبه، أن وزارة الخارجية خصمت 200 إلى 400 دولار أمريكي، وحين استفسر العاملون أبلغتهم أن الخصم سيُرَد في كانون الثاني/يناير 2023، لكن الأمر لم يحدث.

يعاني هؤلاء الموظفون في المجمل من تدني الرواتب، لا سيما من يخدمون في السفارات والقنصليات الإسرائيلية الكائنة في مدن هي الأغلى في العالم، ومنهم من يضطر إلى النوم في نُزُل شباب
يديعوت أحرونوت
وتساءل أحد الموظفين، حسبما نقلت عنه الصحيفة: “تتسبب هذه الأخطاء دائمًا في خصم من الرواتب، لماذا لم تتسبب ولو مرة واحدة في زيادتها عن طريق الخطأ؟”.

ونبهت الصحيفة إلى أن الموظفين الذين خُصمت رواتبهم يعملون مثلًا في وظائف منها: إصدار جوازات السفر، وأفراد أمن، وكذالك موظفون بمكاتب المتحدثين الرسميين والإعلام، وموظفون في أقسام على صلة بالمشتريات العسكرية، ومستشارون مهنيون، واقتصاديون، وعمال صيانة، وقانونيون وإداريون.

ويعاني هؤلاء في المجمل من تدني الرواتب، لا سيما من يخدمون في السفارات والقنصليات الإسرائيلية الكائنة في مدن هي الأغلى في العالم، ومنهم من يضطر إلى النوم في نُزُل شباب “هوستيل”، بنظام المشاركة مع آخرين؛ إذ لا تلبي رواتبهم أسعار الشقق السكنية في تلك المدن، حسبما أشارت الصحيفة.

وزارة الخارجية الإسرائيلية عادت وأكدت للصحيفة أن سبب الخصم هو نظام الحواسب الجديد الذي استعانت به، كما أبلغها الموظفون آنفًا، وأن رواتب الشهر الجديد ستشهد إضافة ما خُصِم، وذهبت أبعد من ذلك، وقالت للصحيفة أن ظروف هؤلاء ستشهد تحسنًا في الفترة المقبلة.

إرم نيوز