بخاري بشير يكتب: ما بين (حميدتي) و (هاشم صلاتو)!!
لا شاغل يشغل السودانيين هذه الايام غير أمور السياسة التي يتراءى فيها الحدث ونقيضه، وتتسارع أحداثها متعددة في اليوم والليلة.. وبرغم قسوة الظروف الاقتصادية المدمرة التي يمر بها المواطن السوداني، إلا أن شأن الاقتصاد وازماته يدور حولها الحديث مرة بعد مرة، وعند فئة محدودة هي المشتغلة بالارقام ومعادلات الاقتصاد.. لكن الغالبية من سواد الناس الأعظم تتركز تعليقاتهم وونساتهم حول السياسة وساس يسوس ولماذا وقع فلان وماذا يفعل علان وهذا رضي وذاك (حردان).
وليس أدل على ما اقول من أن الاختلافات على الاتفاق الاطاري تجدها في (ونسة جبنة) على ناصية شارع فرعي بين عوام الناس، العمال والموظفين وأصحاب الحرف، وليس ببعيد أن تلقي بائعة الشاي نفسها، على مسامع الحاضرين محاضرة وحديثاً عميقاً حول مجريات السياسة، ولا أبالغ إذا قلت قد تجد فيه الكثير من العقلانية وعمق الفهم.. وتتباين الونسات بين الاتفاق الاطاري وموقف الكتلة الديمقراطية ودور مناوي وجبريل وفهم اردول.. ثم تنسرب الونسة لتصل إلى ارض الكنانة ومبادرة القاهرة ورأي المجموعات المشاركة.. ولا يتوقف الحديث فيشمل موقف لجان المقاومة وجداولها الثورية ومليونياتها المعلنة وموقف الحزب الشيوعي وعلام اتفق مع البعثيين، ثم تعرج الونسات الى قدرة ود الميرغني (جعفر الصادق) ونجاحه في توقيع اعلان سياسي بينه وبين عبد العزيز الحلو في جوبا.. وفوق هذا وذاك يعلق كثيرون على مواقف العسكريين، وما قاله كباشي بجنوب كردفان، وما ران على علاقة البرهان وحميدتي، وظهور نبرة الخلاف في خطاباتهما، وبعدها تتصاعد التحليلات، هل يصل الخلاف لمرحلة الصدام؟ ام ان عقلاء الجانبين قادرون على اطفاء شرارته؟
ولا تتوقف مجالس السودانيين عن الحكي في محيط السياسة، فهم يركبون موجها صباحاً ومساءً ونهاراً، وأكثر ما استوقفني تعليقات كثرتهم الغالبة على علاقة (برهان وحميدتي)، لاعتبار أنهما يمثلان مؤسستين كبيرتين.. وتوقفت كثيراً أمام تعليقات بعض المدافعين عن حميدتي لموقف وطني شعروا به، وهم يرجون حفظ البلاد والعباد والتسامي فوق الجراح والمرارات.. ومن هؤلاء وقفت كثيراً أمام تعليق لصديقنا (هاشم صلاتو)، الذي شارك به في إحدى مجموعات الواتساب وهي (مجموعة الجمهورية الرابعة) التي يديرها الصحفي النشط محمد جمال قندول، وتضم في عضويتها شخصيات بارزة في السياسة والإعلام والاقتصاد بمختلف خلفياتهم.. وتضم قيادات رفيعة في الدولة.. قال هاشم وهو يدافع عن حميدتي الآتي (ومعرفتي بهاشم أنه لم يطلق رأيه لحاجة يصيبها، إنما هو رأيه السابق، وسيكون اللاحق لأنني أعرف هاشم وطويته.. يقول في تعليقه: (هل سيجد البرهان احسن من حميدتي رفيقاً له في هذه الفترة؟، نصره واثنى عليه وقال هو الفريق الوحيد الذي اعرف اذا اردتموني معكم فعليكم بالبرهان. وهل سيجد حميدتي افضل من برهان؟ نصره في الهجوم عليه وتحدث عنه في الملأ لكل العسكريين ان دقلو قائد التغير.
وهل سيجد الكيزان افضل من حميدتي؟ حرس بيوتهم في التغيير وحفظ اسرهم وقت الهجوم عليهم.
وهل سيجد الجيش افضل من حميدتي؟ وقد شاركهم المرة قبل الحلوة وقوز دنقو ليست ببعيد.
محتوى مدفوع
قائد فريق “الإنقاذ البري” يحكي تفاصيل المهمة بـ”تركيا”
وهل سيجد السودانيون افضل من حميدتي؟.. كل ما اشتد عليهم الوضع تصدى حميدتي في الآلية الاقتصادية في ملف السلام. وهل ستجد الحركات افضل من حميدتي؟ فقد تكفل بكل الالتزامات حتى يستقروا في الخرطوم دون مشكلات او سؤال.
والجميع بادل حميدتي الود بالود
الى ان ظهر عرمان وانتهى من كل هذا وجلب له العداوات من الجميع واصبح كيوسف يتربص به اخوته).. وختم هاشم صلاتو حديثه بعرمان، الذي ارتبطت به شائعة أنه مستشار لحميدتي، وقد نفى عرمان هذه الشائعة في حديثه لقناة (الجزيرة). لكن سيرة عرمان تقول إنه ما دخل في مجموعة الا وبرزت فيها اسباب الشقاق والنزاع والصراع، وهي سيرة مبذولة لمن اراد تتبعها.
لكن يبقى الحديث المهم لهاشم صلاتو حول حميدتي، فهل فعلاً كان حميدتي كما قال وهو الخيار الأفضل لبرهان والجيش والحركات والكيزان وللمواطن؟؟.. لا أعتقد أن كل ذلك كذلك كما قاله هاشم صلاتو.. ولنا عودة.