مقالات متنوعة

أشرف عبدالعزيز يكتب: ختام المهزلة!!


ما أكثر استعراض القوة هذه الأيام والاصرار على المواقف والتأكيد على الاستعداد لخوض المعركة وقذف الرعب في قلوب الخصوم فالحرب بين العسكريين تلوح نذرها في الأفق ، والمفاوضات بين المدنيين تصل كل يوم إلى طريق مسدود و(نيرون) الفلول يجلس في أعلى (تلة) ويصفق للحريق الذي بدأ يلتهم استقرار الوطن ، ولايهم أحد من الانقلابيين ما يدور من مسغبة وسوء أوضاع معيشية فتكت بالمواطنين ، وحتى التقارير لا تخرج من جب الاحصاء المركزي وإنما يكشف عنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”، الذي أشار آخر تقرير له إلى احتياج 4 ملايين طفل وامرأة لخدمات التغذية المنقذة للحياة في 2023، حيث يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقال مكتب أوتشا، في تحديث عن الوضع الإنساني إن “التقديرات تشير إلى أن حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 611 ألف يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم”.
وأرجع تفاقم حالة سوء التغذية في السودان إلى عدم كفاية المدخول الغذائي وارتفاع معدل انتشار الأمراض وممارسات الرعاية والتغذية غير الملائمة وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية دون المستوى الأمثل.
(تخيلوا) كل هذه المطلوبات الأساسية غير متوفرة وهذا هو التخلف بعينه ومع ذلك يخاطب الجنرال ياسر العطا السودانيين بأنه لا توجد دولة محترمة بها جيشان فلنفرض أن ذلك حقيقة سلم بها حتى حميدتي المعني بالحديث نفسه ماذا عن المطلوبات التي ذكرها التقرير أليست بالأهمية بمكان في الدولة الحديثة؟.
وجبريل الذي يتجه إلى رفع الدعم عن غاز الطهي ألا يدرك أن السودان نتيجة انقلابهم المشؤوم يعاني من أزمة اقتصادية أثرت على حياة ملايين السُّودانيين وثلث سكان السودان يحتاجون الى مساعدات إنسانية فيما تقول الأمم المتحدة إنها ستقدم مساعدة لـ 12.5 مليون فرد من أشد الفئات احتياجًا.
إن تدهور الاقتصاد والتضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية والنزوح، ساهم في تدهور الوضع الغذائي في 2022، سيستمر في 2023 ، ما دام أن الفلول يتحكمون في مفاصل البلاد ويعبثون بموادرها ويقتلون كل الأحلام بأن تخرج إلى بر الأمان.
من الواضح أن القوى السياسية الموقعة على الاطاري تعاملت بنفس طويل وظنت أن الصبر وسياسة (الروح سلبة) ستمكنها من انهاء الانقلاب ولكن هاهم الفلول أعادوا سيطرتهم من جديد وعاد ذات (اللوبي) الذي كان يسيطر على المؤسسة من جديد محاولاً تمزيق الاتفاق اطاري ، ولن يتوانى على فعل أي شيء لأن المواجهة هذه المرة ليست أطرافها داخلية فقط.
انصاف الحلول ما عادت تجدي وهذا الاتفاق يحظى بتأييد واسع وينتظره ويترقبه الشعب السوداني ودول الاقليم والعالم أجمع ، ولا داعي لـ(الطبطبة) والانحناء للعاصفة والشائعات السوداء المقصود بها صرف القوى السياسية عن قضيتها الأساسية ..استمرار الوضع بهذه (الرخاوة) لن يمهد لسيطرة (لوبي) الفلول وإنما سيجعل شعار المقاومة لمواكبها اليوم حقيقة ماثلة وواقعاً مملوس إن البلاد تحتاج بالفعل لشعار موكب اليوم (ختام المهزلة).

صحيفة الجريدة