محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: حميدتي بعد (قحت) يتجه نحو الهلال والمريخ!


(1)
 عندما دعم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، فريق المريخ بمبلغ تجاوز المليون دولار، اعترضنا على هذا الدعم الذي تريد قوات الدعم السريع أن تتجمل به، وقلنا إن التبرع بهذا المبلغ ومن قوة عسكرية لا تخضع ميزانيتها للمراجع العام، يمكن أن يفتح أبواب الفساد.. وقد شهدنا رجال مكتب حميدتي ومستشاريه بمن فيهم المريخي محمد المختار يتقربون بهذا الدعم للمريخ ويظهرون في الوسط الرياضي والإعلامي بفضل هذا الدعم، وقد مضى محمد المختار أبعد من ذلك وأصبح رئيساً للجنة المنشآت في المريخ، لأنه حلقة وصل بين المريخ وحميدتي.. وكان المختار مع استغلاله لهذا (الدعم) قد خسر في انتخابات جمعية المريخ الأخيرة، وفشل في دخول مجلس المريخ… ليدخل مجتمع المريخ بهذا (الدعم) الدقلوي.
 والمختار هذا ما زال يتبختر بهذا الدعم.. رغم أن استاد المريخ ما زال (خرابة) والمريخ يلعب مبارياته في ملعب شهداء بنينا ببنغازي.
(2)
 دعم حميدتي للمريخ قدم للمريخ أيضاً محمد سيد أحمد الجاكومي الذي أبعده أهل المريخ، بعد أن شعروا بكمية (الإزعاج) الذي يمكن أن يسببه لهم الجاكومي.. وقد شكا من إزعاجه جماعته في الجبهة الثورية وكيان الشمال.
 مثل هذا الدعم دائماً يقدم للوسط الرياضي من لا يستحقون فهم كل مؤهلاتهم في الهلال والمريخ أنهم (وسطاء) لجلب الدعم من رجال الدول بحُسن علاقتهم بهم واقترابهم منهم.. وأحياناً كثيرة يكون هذا الدعم من (تحت التربيزة).. وهناك مَن يستفيد منه أكثر من الهلال والمريخ أنفسهما.
 ما فعله حميدتي مع المريخ يأتي ويفعله مع الهلال الآن، وهو أمر طبيعي، لأن دعمه للمريخ يمكن أن يُفقده الهلال، لهذا يعلن مكتب حميدتي تكفُّله بنواقص استاد الهلال، ويُعلن دعمه لنادي الحركة الوطنية.
 لا أظن أن مجلس إدارة الهلال بقيادة هشام السوباط يملك الجرأة على رفض هذا الدعم – الذي سوف يهللوا به كما فعل أهل المريخ ومجلسه.
 قبول نادي الهلال هذا الدعم من حميدتي أو من قوات الدعم السريع أمرٌ يُقلِّل من الهلال وهو شيءٌ مرفوضٌ، خاصةً أنّ البلاد تمر بحالة (تماهٍ)، ويبحث الكثيرون في هذا التوقيت لتقديم أنفسهم للشعب السوداني والإعلام كرجال دولة أو كقوميين، وأفضل منصة يُمكن أن تقدمهم للإعلام ولشعبي الهلال والمريخ.
(3)
 لا الهلال والمريخ في حاجة لذلك الدعم من النائب الأول لرئيس مجلس السيادة.. كان الأجدى أن يذهب هذا التبرُّع إلى مؤسسات أخرى أكثر حاجةً، والبنية التحتية في السودان في كافة المجالات تعاني.. ليس في مجال الرياضة فقط.. وإنما حتى بالنسبة للبنية التحتية لشبكة المياه والكهرباء والصرف الصحي، هنالك مُعاناة أكبر من مُعاناة أهل الرياضة.
 المدينة الرياضية ومن خلال مسؤولية حميدتي، كان يفترض أن تجد الاهتمام والرعاية من الدولة حتى تكتمل بعد أن ظلت مُعلّقة لأكثر من ثلاثين عاماً.
 المدينة الرياضية استفاد منها الفلول عندما نهبوا أراضيها.. ثم أصبحت من بعد ذلك مرتعاً للقطط والكلاب الضالة ليكونوا هم الجهة الأخرى المُستفيدة منها.
 لكن لأنّ الواجب لا يشكر عليه أحد.. حميدتي تخلى عن (واجباته) في المدينة الرياضية واتّجه نحو الهلال والمريخ ليقدم (دعمه) وليحصد الثناء والتقدير والشعبية من جماهير الهلال والمريخ.
 بعد اقتراب حميدتي من أحزاب الحرية والتغيير واتفاقه معهم، يتّجه نحو أكبر حزبين في البلد (الهلال والمريخ).
 عموماً، نُسجِّل اعتراضنا وانتقادنا للهلال على قبول هذا (الدعم)، الذي أعرف أنهم لا يمتلكون قدرة أو جرأة لرفضه.
 ونقول إنّ دخول أموال الدعم السريع على (الجوهرة الزرقاء) أمرٌ سوف ينقص من الجوهرة ولن يُشكِّل لها إضافة.
 الهلال والمريخ يجب أن يبعدا عن الصراع السياسي، وعن السباق الذي نشهده في الساحة الآن.. ليس بين العسكريين والمدنيين وحدهم.. وإنّما بين العسكريين أنفسهم.
(4)
 بغم
 في العهد البائد كان فريق الخرطوم 3 الذي اصبح فيما بعد الخرطوم الوطني تحت رعاية جهاز الامن والمخابرات .. يجد منهم الدعم والحماية وهو فريق لأحد احياء الخرطوم العتيقة.
 سقط نظام الانقاذ ورفع الدعم وسقط فريق الخرطوم الوطني من الممتاز.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة