مقالات متنوعة

أشرف خليل | (عبْدالرحِّيم واللَّفُّ والدَّوران)!!


قال الفريق عَبْد اَلرحِيم دَقلُو : (مِن آلان وَصاعِدا لَن نَسمَح بِقَتل المتظاهرين واعْتقال السِّياسيِّين)..
وتلْك كَانَت هِي رِسالَته الثَّانية بَعْد رِسالَته اَلأُولى لِإخْوانه فِي السُّلْطة:
(سَلمُوا السُّلْطة لِلشَّعْب بِدون لَفٍّ ولَا دَوَران)..
كان عَبْد اَلرحِيم (مَلكِي) و (قَيَّافة) فِي بَدلَتِه الزَّرْقاء الأنيقة، وبرغْم ذَلِك فَمِن الواضح أنَّ اَلصفَة اَلتِي تَكلَّم بِهَا هِي صِفة قَائِد ثَانِي الدَّعْم اَلسرِيع إِذ لََا نَعرِف لَه صِفة أُخرَى بَعْد اِنهِيار (مَجلِس الشُّركاء)..
وَهِي صِفة مُهمَّة جِدًّا لََا نَستطِيع أن نَتَجاوَز مَا يقوله صَاحِب اَلصفَة دُون تَفكِيك تصْريحاته فِي هَذِه الأجْواء المشْحونة بِالْقَلق والتَّوتُّر والتَّكهُّنات بحْثًا عَمَّا فِيهَا مِن قلق وتوتُّر وتكهُّنات أو أَمَان..
فبعْد لَحَظات مِن تصْريحاته النَّاريَّة اَلمُشار إِليْهَا أَعلَاه، اِخْتارتْ كثير مِن المنصَّات لِتصْريحات اَلفرِيق العنْوان التَّالي :
(عَبْد اَلرحِيم يُطَالِب الجيْش … )..
بَعْد يوْميْنِ مِن تصْريحات عَبْد اَلرحِيم الحكيمة (الصِّدَام مع الجيْش ” مُسْتحِيل “)..
وبعْد ساعات مِن كَلمَة أَخُوه الرَّصينة أَمَام (وَرشَة السَّلَام)، يَعُود عَبْد اَلرحِيم لِيثير الحفائظ ويجدِّد (التَّرَقُّب وانْتظار المسْتحيل)..
عَبْد اَلرحِيم اَلذِي وَاجَه البرْهان فِي مِهْرجَان الرِّماية – دِيسمْبرالْماضي – وهزمه البرْهان 6 / صِفْر، لََا يَبلُغ أَسفُه واحْتجاجه لِلْأمَّة والنَّاس وَموقِفه المبْدئيِّ مِن سَيْل الدِّمَاء والاعْتقال خَارِج القانون بل يَتَجاوَز تِلْك المحطَّات لِيرْسل تحْذيراته ورسائله دُون لَفَّ أو دَوَران..
سَلمُوا السُّلْطة..
ومَا تهْبشْوَا يَاسِر عُرْمان..
– أَمُوت وَأعرِف الخواجة الواقف وَرَاء عبْدالرِّحِّيم دَقلُو دَا مَنُو؟!..
يَبدُو أَننَا موْعودون بِخواتيم أُخرَى على غَيْر تِلْك السِّينارْيوهات المتعدِّدة والْمتخيَّلة لِلْمآلات والْمصائر..
وَاضِح أنَّ يَاسِر عُرْمان يُحَاوِل أن يُقيم مُصَالحَة ثُمَّ تحالفًا مَرحلِيا مَا بَيْن تِلْك (الحمْلان والذِّئاب )!!.
نظريًّا ذَلِك مُمْكِن إِذَا ولج اَلجُمل مِن سُمِّ الخيَاط!!..
ولو اِحْتَاج هؤلاء الشَّبَاب لِثوْرة مُسَلحَة فلن يسْتعينوا بِعَبد اَلرحِيم دَقلُو..
همُّ أَنقَى مِن ذَلِك بِكثير..
بِجراحهم المثْخنة وقلوبهم المثْقلة بِالْغَضب اَلنبِيل، يعْرفون ويفرِّقون مَا بَيْن طَعْم الموْتِ فِي شَيْء نبيل وطعْم الموْتِ بِصحْبة تِلْك اَلأيْدِي المتلطِّخة حدِّ اللَّعْنة..
يعْرفون أنَّ مِن بَيْن فُرُوض اَلخُلوص أن يُكوِّنوا بِذَات اللَّبوس و(القرْمصيص) . . ومَا زالوا علي ميثاق حادَّيْهم وهو يَنشُد :
(نَفْس الزُّول الكاتل وَلدُك..
شال لِي رُوحُو الفاتحة وقلَّدك)..
همُّ لَن يكونوا (كِلَاب صَيْد) وليْسوا (دَرقَة) ولَا (حِصَان طرْوادة)..
قضيَّتهم هِي قضيَّتهم..
مَحجَّة بَيْضاء لا يزيغ عَنهَا إِلَّا هَالِك و (فطيس)..
لَن ينْسوْا..
ولن يُلْدغوا مِن جُحْر (الضَّكْران) مَرَّة أُخرَى..
مَافِي دَاعِي لـ (اَللَّف والدَّوران).. فَتشُوا عن حُجَّة أُخرَى وَذَريعَة ذات أَفنَان لِلْبقَاء يوْمًا آخر على الأجل اَلذِي دنَا وَتَدلَّى..
▪️ولأجْل أن نَكُون سَواسِية سَيدِي عَبْد اَلرحِيم فالْفكْرة بَسِيطَة وَممكِنة..
تَبدَأ مِن أَيلُولة الدَّعْم اَلسرِيع إِلى خَزِينَة ومؤسَّسات الدَّوْلة السُّودانيَّة بِدون (لَفٌّ ولَا دَوَران)..
إِنَّ شاء اَللَّه نُعين (بُرْهان تِيه) قائدًا لَهَا، وَوالِد اَلشهِيد (بَهَاء الدِّين) قائدًا ثَانِي..
(قَتلُوني وأنْكرني قَاتلِي وَهُو يَلتَف بَرْدان فِي كفنِّيٍّ) جِفْتِ الدُّموع و(خلص الهظَّار)..
▪️وَمِن جُملَة مَا قرأْته مِن تعْليقات في الاسافير على تصْريحات اَلفرِيق عَبْد اَلرحِيم أضْحكَني مَا قَالَه حُسَين مِلاسي :
(وَاَللَّه الزُّول دَا مَا فَضَّل لِيَهو أَلَّا يَقُول:
” العسْكر لِلثُّكنات والْجنْجويد يَنحَل”)!!.

صحيفة الانتباهة