احمد يوسف التاي يكتب: السقف المستعار
(1)
بدت قوى الحرية والتغيير أكثر يقينا أن ما يجري من خلافات بين قائدي الجيش السوداني والدعم السريع إنما هي فتنة يشعل أوارها بمكر ودهاء النظام المخلوع ، هذه الفرضية غض النظر عن صحتها أو عدمه ألمح بها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في بيانه الأخير، وقد صرح بها أيضا قادة قوى الحرية التغيير كان آخرهم محمد عصمت الذي قال : (نعلم أنّ عناصر النظام المعزول – نظام الرئيس السابق عمر البشير – تسعى لإيقاع الفتنة بين الطرفين، وعلى قوى الانتقال المدني أن تعمل جاهدة لمنع ذلك)”.
(2)
تأسيساغلى الإعتقاد أعلاه وبصرف النظر عن مستوى درجة صدقيته تسعى قولى الحرية والتغيير لردم الهوة بين البرهان وحميدتي ، وبناء على ذلك ستبذل قوى التغيير قصارى جهدها في محاربة طواحين الهواء …طالما أن ذلك يخدم خطها تاكتيكيا..
(3)
الفتنة التي يتراءى منها الشرر وتوشك أن يكون لها ضراما ، إذا صح أن من أشعل نارها هم (الكيزان) أم لم يصح فإنها ستخلق مناخا عاطفيا وسقفا مستعارا ليستظل به الأضداد من قوى التغييرالمدنيين والعسكر الذين يهيمنون حاليا على السلطة ، وتحت هذا السقف المستعار ستتم (الطبطبة ) بالعواطف ويتم تجاوز كثيرا من القضايا الحية والعادلة والتفاصيل المهمة ، طالما أن هناك عدو يتم تضخيمه ويُحمل كل أسباب الفتن والخلافات..
(4)
صحيح أن أنصار النظام المخلوع ومنسوبيه وحوارييه وشركائه هم أول من يستفيد من أية خلافات بين البرهان وحميدتي ، وصحيح أيضا أنهم يسعرون أية خلافات قد تنشأ بين الإثنين ، لكن السؤال الأهم هل هم سبب خلافات الرجلين التي بدت لكل ذي بصر وبصيرة تتصل بالِِأطماع السلطوية ، وترتبط بشكل أو آخر بالخوف من المساءلة لطالما هددت بها قوى الحرية والتغيير كثيرا ذات الرجلين الذين يحملهم شركائهم المدنيين مسؤولية ما حدث للمتظاهرين منذ فض الإعتصام وحتى يومنا هذا ..
(5)
واستنادا على سبق فإنه يمكن القول أن قوى التغيير تريد أن تظل قضية (الكيزان) حية لأجل التخلص من ضعفها أولا ولتكون عنصر وحدة لازم لتجاوز العقبات … وحميدتي يسعى بكل ما يملك للإستقواء بقوى التغيير المدنية والتقرب إليها،لتحقيق طموحاته الشخصية والبرهان يبحث عن طريق يقوده للإستمرار في السلطة بطريقةما ، وكلاهما (البرهان وحميدتي) يبحث عن ضمانات تقيهم شر “البهدلة” والاتهامات بفض الإعتصام، وهي أمور ترددت كثيرا من قبل شركائهم المدنيين قبل وبعد الإنقلاب…اللهم هذا قسمي فيما أملك ..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة