محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: (10) ساعات يا مفترين!


(1)
· لم اجد في السودان قطاعاً افشل من قطاع الكهرباء، والمقصود بالفشل هنا سياسة الدولة في هذا القطاع والإدارة المسؤولة عن التشغيل – عفواً المسؤولة عن القطوعات ، فقد كانت الكهرباء عندما كان ادارتها مضربة اكثر استقراراً من وضعيتها الآن وإدارتها تعمل حتى ان البعض تهكم عليهم حينها وقالوا ان الموظف المسؤول عن قطع التيار اضرب لذلك استقر التيار.
· وصلت تعرفة الكهرباء الى اسعار خرافية واصبح الواط في مستوى سعر قيراط الذهب وارتفعت مرتبات العاملين في الكهرباء في الوقت الذي تراجعت فيه خدمات هذا القطاع حتى اصبح (قطاع) اسماً على مسمى بسبب قطوعاتهم الدائمة للتيار الكهربائي.
· لا اعتقد ان هنالك فشلاً اسوأ من فشل الهيئة القومية للكهرباء او الشركة القومية لتوزيع الكهرباء .. بغض النظر عن الاسماء فهي تتعدد والقطوعات واحدة.
(2)
· قبل ايام قليلة نشر على معظم الوسائط الاعلامية هذا الخبر : (أعلنت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء عن تنفيذ قطوعات مبرمجة بواقع (6) ساعات لكل خط في اليوم لمدة يومين في الأسبوع اعتباراً من الأحد ، عدا يوم السبت (3) ساعات وأكدت أنه لا قطوعات يوم الجمعة. وبررت شركة الكهرباء بأن الخطوة تأتي في اطار التنسيق مع محطات التوليد والاستعداد لتوفير امداد كهربائي مستقر ومستمر خلال شهر رمضان وناشدت المواطنين بعمل التحوطات اللازمة. وعزا المدير العام للشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المهندس أمين عثمان، استمرار قطوعات الكهرباء، إلى عجز وصفه بالبسيط، يقدر بـ (450) ميقاواط، ما يضطر إلى برمجة القطوعات للمستفيدين من خدمة الشبكة القومية للكهرباء. وبرر فى تصريحات صحفية بأن القطوعات تأتي من أجل تحسين موقف إنتاج الكهرباء والاستعداد لدفع تكلفة مدخلاتها، إلا أن القطوعات مستمرة وأضاف “يظل هنالك عجز بسيط يتبرمج هذا غير الأعطال”. وأكد أن برمجة القطوعات موزعة بعدالة بين المواطنين).
· ثم انفرد موقع (تاق برس) بخبر ينفى هذا التصريح عندما نفت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء ان يكون المهندس أمين عثمان المدير العام للشركة أدلى بأي تصريحات صحفية لأي جهة من وسائل الإعلام. وهذا يعني بوضوح ان الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء رأت ان القطوعات حسب برمجتها الاولى التى تصل فيها لست ساعات في اليوم ليست كافية والقطوعات الآن تصل لـ (10) ساعات في اليوم.. او ربما وجدوا ان التصريح الاول سوف يضعهم في محاسبة عن القطوعات التى يمكن ان تحدث في شهر رمضان الكريم ..لأن قطوعاتهم الحالية (قطوعات شعبان) قالوا من اجل تفادي القطوعات في رمضان.
· او ربما ارادوا ان يدخلوا الجمعة في برمجة القطوعات… لهذا نفوا تصريحاتهم الاولى .. فقرروا ان تكون القطوعات بهذه العشوائية .. حيث يقطع التيار الكهربائي من بعض الاحياء (6) ساعات وبعضها يقطع التيار فيها لمدة (8) ساعات .. اما نحن فمن الذين يقطع التيار عندهم لمدة (10) ساعات، واذا عاد التيار عاد في استحياء.
· هم يريدون ان يمارسوا عشوائيتهم في القطوعات بدون رقيب او حسيب ..لأنهم في (القطوعات) فاشلون.
(3)
· مشكلة السودان ليست في الامكانيات ..لأن السودان يمتلك من الثروات ما جعله مطمعاً للدول العظمى .. مشكلة السودان في العقليات الادارية وهي التى تورث الفشل وتبقى عليه .. في السودان (الموظف) مهمته تتمثل في اعاقة العمل.. ومن العجب ان الحكومة تكافئهم على الفشل والفساد.
· في كل دول العالم الراحة في انجاز العمل إلّا في السودان مفهوم الراحة عندهم في (العطالة) و (الاجازة) والفطور وشراب الشاي والمدير في اجتماع عام.
· في السودان اكثر يوم يمكن ان تنجز فيه الاعمال هو يوم الجمعة .. وذلك لأن الجمعة عطلة رسمية ولأن دواوين العمل في هذا اليوم لا تعمل.
· انجز عملك يوم الجمعة .. فلن تجد في طريقك ما يعيق عملك.
(4)
· فرض على الشعب السوداني عقوبة اسمها انقطاع التيار الكهربائي .. وهى عقوبة تصل لعشر ساعات في اليوم بدون كهرباء في بلاد تصل درجة الحرارة فيها الى 47 درجة .. حتى ونحن في فصل الشتاء او على ابواب فصل الربيع.
· الانسان في السودان بدون قيمة .. يتعاملون معه بدون احترام .. لهذا اى جهة او قطاع في السودان بما في ذلك قطاع الشرطة والقطاع الصحي وقطاع التعليم تستمتع بعذاب المواطنين.
· ليس هنالك مبرر لقطع التيار الكهربائي لمدة (10) سنوات .. حتى وان كان شهر رمضان سنة كاملة وليس شهراً واحداً وهم يتعللون به .. وهو شهر رحمة وخير وبركة.
· حتى رمضان يستغلونه في مفاسدهم .. وهو بريء عن ذلك.
(5)
· بغم
· بما ان السودان بدون كهرباء .. لماذا لا يكون السودان بدون هيئة قومية للكهرباء او شركة قومية لتوزيع الكهرباء.
· توزيع القطوعات لا يحتاج الى هذا الكم من الموظفين والمرتبات والمكاتب والسيارات.
· قوموا الى مواكبكم يرحمكم الله.
· وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة