مقالات متنوعة

هذا هو مخرج شبابنا وشعبنا من الازمة الاقتصادية و السياسية

يا شعب وشباب السودان ارونا ماذا انتم فاعلون الان بعد ان استبانت لكم الخدعة التى خدعكم بها ( العالمانيون اللادينيون) فمنذ ان آل لكم الحكم فى السودان بعد ثورة ديسمبر قاموا بسرقة الثورة فافسدوها ولم يتركوكم تغيرون للافضل بشعارات كاذبة .
ماذا فعلتم مثلا فى البنية التحتية التى تركتها لكم حكومة الاسلاميين التى قلتم انها كانت فاسدة وانكم اسقطتوها لتبنوها من جديد على اسس النزاهة والعدل والحرية والسلام وان لا تسمحوا لاحد ان يهرب جنية سودانى واحد او جرام دهب او يورانيوم الى الخارج ؟
ماذا فعلتم حتى الان منذ سقوط حكومة الاسلاميين قبل حوالى اربع سنوات ؟ لماذا لم تسيطروا على ثروات البلاد وتنتجوا المواد الخام وتصدروها وتوردوا حاصل صادرها بالعملة الصعبة الى بنك السودان لترفعوا بها احتياطى السودان النقدى وتحسنوا بها ميزان المدفوعات وبالتالى تتحسن قيمة جنيهنا السودانى فى مقابل الدولار .
ارجو ان لا تكون الحجة الكاذبة بان الدولة العميقة ما زالت تمنعكم من الانتاج ما زالت تسرى فيكم ،فهذا وهم وتثبيط للهمم ، فهل منعكم احد بعد الثورة من زراعة القمح او السكر او الصمغ العربى او تربية النعام والصقور وتصديرها للخارج ؟
انتم الان ياشباب السودان يجب عليكم ان تتركوا الانقياد وراء النخبة التى خدعتكم وسرقة الثورة وهم حتى الان يحلمون بان يحكموا السودان عن طريق (الاتفاق الاطارى) منفردين وبتحريض من امريكا وتوابعها من دول اوربا التى تريد ان تبقى محتكرة لثروات السودان بلا منافس كالصين.
افيقوا من الخدعة ولا تظلوا تتحسروا على الماضى وتقفوا مكتوفى الايدى وتقولوا ( لقد سرق الكيزان اموالنا ،فكيف لنا ان نبدأ فى الانتاج بدون رأس مال )؟ او تقولوا كما كان يردد حمدوك ومن معه ( نحن ورثنا ورثة ثقيلة ويشكو ذلك لامريكا والبنك الدولى ليعطوه مزيدا من القروض الربوية التى كانت ستزيد ديوننا ديونا اخرى ، وهم لم يعطوا حمدوك لا اموال ولا تقنيات حتى لا يتمكن شباب السودان من ان يعمل ويحول السودان لدولة منتجة معتمدة على الذات تنتج وتصدر انتاجها.
ولقد سبق لى ان ضربت مثلا بمنتج الصمغ العربى الذى تشترية منا فرنسا بمبلغ 750 مليون دولار فى العام ثم تعيد تنقيته وتعبئته فى فرنسا لتبيعه كمنتج فرنسى المنشأ بمبلغ 21 مليار دولار فى العام. ولقد قدمت فى مقال سابق ما يثبت ذلك ويتم نفس الشئ فى سلع اليورانيوم والرمال البيضاء وغيرها من المعادن التى تستحوذ عليها كمواد خام فرنسا من دارفور وتهربها من شاد وافريقيا الوسطى الى فرنسا وكذلك يفعل ديفيد بيزلى الامريكى الذى يسيطر على ذهب كاودا .
لابد ان نتحكم فى كميات الدهب المنتج ويورد الى بنك السودان ليصبح الداعم للجنية السودانى بحيث لا يطبع جنيه سودانى واحد الا ويكون مقابله رصيد من الدهب فى بنك السودان لتعود العملة السودانية قوية كما كانت قبل ان يدولر المرحوم جعفر نميري عملتنا السودانية ويفك ارتباطها بالجنية الاسترلينى مما ادى الى اول تخفيض لقيمة العملة السودانية عام 1974 ومنذ ذلك التاريخ لم تتمكن اى حكومة حكمت السودان من ايقاف فقدان الجنيه لقيمته فى مقابل الدولار ولن تستطيع اى حكومة قادمة وقف تدهور العملة السودانية الا بتحريك الانتاج والتصدير . فتلك هى خدعة امريكا التى تجعل الدول النامية ذات الثروات تربط عملتها بالدولار ثم تغرق تلك الدول بالقروض الربوية لتكبلها بالديون علينا الان ان نتخلص من ذلك لان الفرصة الان أصبحت مواتية بعد ان قامت بعص الدول بالتعامل باليوان الصينى والروبل الروسى.
ارجو بذلك ان اكون قد شرحت للشباب ما يجب عليهم الان وان اكون قد نشرت الوعى فيهم حتى يتحرروا من خداع الشلة العالمانية التى خدعتهم وسرقت منهم الثورة بخطة دبرتها المخابرات الامريكية واشرف عليها القائم بالاعمال الامريكى من اعتصام القيادة .
عليهم الان ان يتبعوا اهل العلم الشرعى وفقهاء السياسة الاسلامية ويحكموا فيهم حكومة يقودها قائد مستوعب لتلك المخططات و يختار معه وزراء فاعلون يمكنهم تحقيق الاكتفاء الذاتى لشعب السودان من احتياجاته الرئيسية كالقمح والقطن والوقود والدواء ثم يقوم بتصدير الفائض لجلب عملات اجنبية يتم ايداعها فى بنك السودان مع الذهب السودانى وذلك لدعم قيمة الجنية السودانى وتحويله فى اقرب وقت لعملة صعبه وحرة.
على شبابنا ان يفيق من دعاوى الاحباط وان لا يتذرع بالتركة الثقيلة وان ينتج بالاعتماد على الله تعالى ثم على النفس حتى تستقر بلادنا اقتصاديا مما سينتج عنه استقرارا سياسا ينهى حوجة شبابنا للهجرة الى الدول ( الغنية ) التى توظفهم هناك لتمنعهم من تطوير الانتاج فى بلدنا لتظل تستعمر بلادنا اقتصاديا وثقافيا وتقنيا.
هل اعطتنا امريكا بعد الثورة اى علوم او تقنيات او اسرار لتطوير الصناعة او الزراعة او الرعى او الانتاج ؟ كلا ،لم ولن تفعل ، بل هى طردت الصين التى بدأت معنا توطين صناعات البترول والاتصالات والبنى التحتية والزراعة وغيرها .

صحيفة الانتباهة