هاجر سليمان تكتب: شرطي المرور و(الخلايجة)
الرقيب شرطة عبدالمنعم الطيب الامين الرضي شرطي يتبع للادارة العامة للمرور يعمل بضواحي البلاد ونواحيها قبل اربعة اعوام وبينما الشرطي يؤدي عمله توقفت بالقرب منه عربة تقل (خلايجة) اتضح انهم وفد اماراتي وكان معهم سوداني رحب بهم الشرطي ببشاشة السودانيين فأعجبوا بأسلوبه وطلبوا منه ان يطلب اي طلب في نفسه ويعتبره ملبيا وكان بامكانه ان يطلب منهم بناء منزل يقيه هو واطفاله شر الحاجة وبيوت الايجار وكان بامكانه ان يطلب وسيلة تعينه على اعاشة اطفاله وكان وكان لكن الرجل فاجأهم حتى صمتوا بتعجب وطلب منهم امنية واحدة وهي بناء بيت من بيوت الله مسجد بمنطقة عبور الشواك بولاية القضارف .
غادر الوفد وظن الشرطي ان امر امنيته قد زال وانتهى ولكنه لم يكن يدري ان الخلايجة عندهم كلمة مثل السيف وليسوا امثالنا فهم صادقون مع البسطاء ماكرون مع الاقوياء يمارسون الدهاء السياسي وفي نفس الوقت هم ملوك الصدق والصدقة الجارية وقد كان وبعد مرور فترة عاد الوفد وكان الشرطي قد نسيهم ولكنهم لم ينسوه وتعرفوا عليه وسالموه وشرعوا في بناء المسجد الذي اكتمل وتحول الحلم الى حقيقة واصبحت الأمنية واقعاً وتم بناء المسجد وكل هذا تم بفضل امنية شرطي نزيه وأمين وتعامل بصدق مع شيوخ اماراتيين بمنتهى الصدق وكانوا على قدر كلمتهم .
الشرطي هذا يعتبر انموذجاً جيداً لافراد الشرطة الذين يسخرون علاقاتهم الاجتماعية لمصلحة البلاد هؤلاء الجنود البسطاء الذين يعملون بإخلاص وتفان وهو ديدن منسوبي المرور في الخريف حينما يلجأ الجميع لبيوتهم تجدهم وسط الطين والمطر وملابسهم ملطخة بمياه الامطار وأوساخ الطرق ويعملون بلا كلل او ملل وفي عز الشتاء وفي ساعات مبكرة تجدهم يقفون في التقاطعات وفي لهيب حر الصيف ايضاً يمارسون عملهم وفي رمضان صائمون مبللين وجوههم بالمناديل ويعملون تحت هجير الشمس وحتى قادتهم تجدهم ينتشرون في التقاطعات لتسهيل حركة انسياب المركبات وفك الاختناقات المرورية .
الشرطي الرقيب عبدالمنعم قدم مثالاً يحتذى به وآن الأوان لرد الجميل له فلو كان اي شخص مكانه لتمنى امنية لمنفعته الشخصية وليس لمنفعة بلده والمارة، ولأبسط الاشياء كان بإمكانه ان يحصل على مكسب شخصي ولكنه آثر خدمة الشعب واثر منفعة اخوانه وفك حيرة المارة وتسهيل امكانية أداء الصلوات بذلك المسجد هذا الشرطي اختار عمل الخير لهثاً وراء جنة عرضها السماوات والأرض ولم يختر نعيم الدنيا الزائل فهلا رقيتموه وأكرمتم مثواه فأمثاله يستحقون التكريم والعطاء .
الشرطة ليست بالسوء الذي يصوره البعض سعياً وراء تفكيكها وكل الحوادث التي وقعت قام بها افراد من منسوبي الشرطة كسلوك شخصي لا ينطلي على المؤسسة ولا يتماشى مع توجيهات الشرطة الحادث الأخير الذي راح ضحيته الطفل إبراهيم مجذوب عليه رحمة الله ارتكبه ضابط (مندفع) وحديث عهد بالعمل الشرطي ودرجات الاندفاع تتفاوت بين شخص والآخر فهنالك من هو حكيم وهنالك من نشأ على الحماقة والاندفاع وهكذا، سلوكه مرفوض ولكن آن الأوان لان يكمل ملف القضية ويحال للمحكمة .
هذا الضابط ياهؤلاء لم يتلق اي تعليمات من اي جهة شرطية لحمل سلاح او حتى تصويبه ولكنه حصل على السلاح من الحرس بالتعليمات واستولى على السلاح ولحق بالميدان ليرتكب جريمته، ليس هنالك اي شرطي او اي ضابط طلب من الضابط القاتل او وجهه بحمل سلاح في وجه الصبيان الثوار وشرق النيل هذه من أهدأ مناطق السودان وشبابها واع في التظاهرات ولكن يبدو ان إرادة المولى شاءت ان تجعل أجل إبراهيم على يد الطيب وبرضو نطالب بإحالته عاجلاً للمحكمة.
صحيفة الانتباهة
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة