*إِلى اَلحبِيب (حميدَتيْ) بِلَا (عَوازِل) أو (كَوابِل)!!
صحيح أنَّ حميدَتيْ فِي اَلآوِنة الأخيرة (زاد الدَّوْز) و (كَتِر المحْلبيَّة) وأفْرط فِي (الأماني السَّرَاب) . . لَكنَّه يظلُّ حميدَتيْ اَلذِي نُحِب..
سَهْم فِي كِنانة السُّودان لََا نَسمَح بِأن يَرتَد إِلى صُدورِنَا وَالِي مقْدراتنَا..
إِنَّ اِسْتطعْنَا إِلى اِنْتظامه والْمنْهمك الوطَنيّ خادمًا مُطيعًا وَجندِيا مُخْلِصا فَذلِك (غَايَة الآمَال)، وَإلَّا فَإِن الالْتجاء إِلى تِلْك اَلخُطط البديلة هُو أَبغَض الحلَال فِي ضرورَته القاسية والْمَرَّة..
نَمضِي إِلَيه (مُكْرهًا أَخَاك لََا بطل)..
الَّذين يُريدون أنَّ يسْحقوه همُّ الَّذين يدْفعونه دفْعًا إِلى التَّهْلكة..
يُريدونه أن يُضْرِم تِلْك النَّار الحرَام فِي جِلْبابه و (كان الحارة جات) لََا يَجِد مِنْهم إِلَّا الوقود والْمكاء والتَّصديَّة..
(هُم ألْبسوك دِثَار خزٍّ نَاعِم الأسْلاك مَنغُوم اَلحفِيف وَدعُوك تاج اَلعِز..
فَخْر اَلعِز.. مَجْد اَلعِز..شَمْس اَلعِز.. عزَّ اَلعِز..
صبُّوا فِي دَمَاك عُصَارَة اَلكَذِب اَلمخِيف )..
لِذَلك كُنَّا نَتَجلَّد ونحْن نُجَابِه اِحْتماليَّة أن نَعُود بِدونه فِي مِشْوارنَا الوطَنيِّ اَلمُقدس..
(حميدَتيْ وَاحِد مَننَا)..
(جميل ما سألناهو)..
مَحسُود غَايَة الحسد…
و(العيْن حق ومذْكورة)..
يَعترِيه مِن أَمْر التَّقَلُّب والشَّكِّ والظُّنون والتَّقْديرات الخاطئة مَا يَعتَرِي البشريَّة..
وخيْر الخطَّائين التَّوَّابون..
كان طريق حميدَتيْ إِلى اَلحرِيق (واللَّيْل يُبْقِي لَيْل)، أَقرَب مِن حَبْل اَلورِيد..
تحول عن (الأبالة) بِفَضل أُولئك (الأبالسة) الَّذين أقْحموا (حَرْف السِّين) إِقْحامًا، لِيتسلَّلوا لَواذَا ويسْرقوا عزيمَته وصوْته ولسانه فلم يَبقَ إِلَّا صُورَة اللَّحْم والدَّم..
وَذلِك عِبْء ثقيل عَلِي حميدَتيْ..
كَونُه قَادِر على أَحدَاث ذَلِك الفرْق والتَّرْجيح هُو أَمْر بَالِغ الخطورة..
لَيْس عليْنَا فحسْب بل عليَّ حميدَتيْ نَفسُه..
لََا يَجُوز أن يَكُون كُلُّ ذَلِك السِّلَاح والْمَال والرِّجال طَوْع بَنَان شَخْص وَاحِد ورهْن إِشارَته..
حَتَّى لَو رَابط ذَلِك الشَّخْص على أَبوَاب الخيْر والْإصْلاح زمانًا طويلا فَإِن أَمْر الانْتكاسة والتَّردِّي والشُّرور قريب وَدانِي..
لَا ضمانات..
إذ لا يَحْتاج التَّنَكب سِوى بَعْض المغْريات والشَّهوات والْأكاذيب..
ومَا أُوَفرهَا..
يَستعِيد اَلهُدوء حميدَتيْ إِلى حِيَاض الوطن، وَهِي فُرصَة لِتأْكِيد حِرْصنَا عليْه..
لَيْس خوْفًا ورهبَا ولَا طمعًا وَرغْبَة..
ولوْلَا أنَّ الفتنة وَضعَت أوْزارهَا وَأنَّه تُمثِّل بشرًا سويًّا، مَا طُرُقنَا لَه ذَلِك اَلْباب ..
لِنكْتب لَه تِلْك المرافعات..
أنَّ يَصبِر نَفسَه مع البلد وَكُل البلد و(فصيلَته اَلتِي تَأوِيه) ولْيعْلم أنَّ (أب لَمبَة) الذي اِتَّبع هَوَاه وَكَان أَمرُه فرْطًا لن يهديه..
جرب حميدَتي -لا سَمْع لََا جَابُوهو لِيَهو- وَعرَف كَيْف تَكُون الأجْواء والْمشاويرعصية ومستحيلة حِين يُقرِّر مُغَادرَة المنَصَّة الوطنيَّة..
—
قَطرَة قَطرَة كان حُبنَا يَمُوت.
صحيفة الانتباهة