صفاء الفحل تكتب: ما بين الفجور والوطنية!!
عندما ضربت الولايات المتحدة الأمريكية (مصنع الشفاء) كانت المعلومات التي وردت إليها من (عملائها السودانيين) بأنه مصنع للأسلحة الكيماوية ولكن المفاجأة كانت إعتراف السيد مبارك الفاضل بأنه من قدم هذه المعلومة للإدارة الامريكية بالرغم من انه كان يعلم بأنها غير صحيحة واعتبرها كنوع من الكيد السياسي أو الفجور السياسي أو هكذا يرى سعادته في المعارضة وهو لا يعرف التفريق بين المعارضة والخيانة فأضر بالاقتصاد الوطني ومصداقيته الشخصية حتى صار لدى العديد من دول العالم غير (موثوقاً) في معلوماته وخصوماته ونواياه..
وفي الواقع بان ليس هناك سياسي سوداني فاجر في خصومته السياسية كـ (مبارك) لدرجة أنه بعثر حزب الأمة أقوى الاحزاب السياسية السودانية لمجرد خلاف بسيط بينه وبين ابن عمه الصادق المهدي وأوعز للعديد باستخدام اسم الحزب لإحداث مزيد من التشظي ومن الكيد السياسي للحزب حتى تحول الحزب الكبير الى تيارات متناحرة وأحزاب تحمل نفس الإسم وقد شارك في دعم الحكومة الكيزانية في اطار ذات الفجور السياسي الذي يسري مجرى الدم في عروقه فرغم كيده للكيزان وخصومته الفاجرة لهم لسنوات تحالف معهم وشاركهم الحكم وأثبت (عملياً) أن لا خير فيه أو في حزبه أو الكيزان..
مبارك الذي لا يعرف الفرق بين المعارضة وما سواها وهو ينشر (أحاديثه غير الصادقة) أصبح غير موثوق به ويتجنبه كل من يحاول (التمسح) به من القوى السياسية ووصل به الأمر ان صار منبوذاً حتى من اللجنة الأمنية الانقلابية (المنبوذة) والتي حمل (طاره) طويلاً لتشجيعها، ولكنها مازالت تنظر اليه بعين الشك والريبة على أساس أن التحالف معه (إثم) غير مضمون العواقب.
يحاول اليوم (الانحشار) في المعادلة السياسية بوقوفه وتشجيعه للجنة الامنية الانقلابية للاستمرار لأطول فترة ممكنة لعلمه اليقين بأن حزبه (الصغير) لن يستطيع الحصول حتى على مقعد واحد في الانتخابات القادمة وبالتالي سينكشف أمره ويخرج من المعادلة السياسية السودانية الى الأبد وهذا حال العديد من أحزاب الفكة وحتى ان كان ذلك فمن الخير له أن يصدح بكلمة الحق وهو يعلمها تماما بدلاً ان يضع نفسه في هذه المواقف (البايخة) ويكشف جهله بهذه الطريقة السخيفة أمام قناة دولية.
والثورة ستظل مستمرة.
والرحمة والخلود للشهداء.
ولا نامت أعين مرتزقي السياسة..
صحيفة الجريدة