حكومتنا تنظر فى ادعاءات فولكر ومراجعة مهام بعثته
عقدت حكومتنا اجتماعا ضم الجهات المعنية للنظر فى مدى تطابق ما تقوم به بعثة يونت آمس من انشطة والمهام التى من اجلها تم ارسال تلك البعثة الى السودان .
وفقا لما اعلنه د.حمدوك عندما كان رئيسا للوزراء فانه طلب من الامم المتحدة ارسال بعثة يونت آمس لتقوم تلك البعثة باصلاح الخدمة المدنية وتقديم العون الفنى والمالى فى ذلك المجال , ولقد راج وقتها ان البعثة ستنشئ مكتبا داخل مجلس الوزراء بجوار مكتب د.حمدوك لتقوم بتلك المهمة .
وعلى الرغم من الغموض الذى اكتنف الغرض من تلك البعثة والاعتراض على وجودها فى مكان حساس تدار منه شئون الدولة السودانية ويجب ان لا يطلع عليه الاجانب ، الا ان البعثة تجاوزت ذلك بكثير واصبحت تتدخل فى كل شئ فى بلادنا بعد ان عمت فوضى الحكم اثناء حكومتى د.حمدوك وبالاكثر بعد ان استقال دون ان يقوم باجراءات التسليم والتسلم المعهودة او حتى يقدم تقرير عن مدى تحقيق بعثة يونت آمس لاى من الاهداف التى طلبها منها حمدوك فى خطابه السرى الذى لا يعلم مسئول غيره به .
كان من المفترض بعد ذهاب حمدوك ان تقوم الجهات المسئولة بمتابعة اداء البعثات الدولية ومراجعة اداء تلك البعثة حتى تضمن مدى فائدتها لبلادنا ، لكن يبدو انه فى خضم الفوضى التى سادت فى البلاد منذ ان سقطت حكومة البشير لم تكن هناك جهة قد انتبهت لاداء تلك المهمة الا بعد ان استاء الكل من تدخل البعثة فى كل صغيرة وكبيرة مما جعل الكل يشعرون بان البعثة تنتهك سيادتنا و تستغل طيبة وبساطة حكامنا وشعبنا لتمارس انشطة لا يمكن لها ان تمارسها فى اى دولة اخرى .
ثم بعد ذلك كله بلغ الامر بالاستاذ فولكر ان يدعى بانه تلقى تهديدات بالقتل من ( مواطنين سودانيين متطرفين ) ، وقال فولكر انه محبوب من كل شعب السودان كله ولذلك فهو لا يهمه ذلك التهديد الصادر من قلة متطرفة هو يعلم ان الشعب السودانى سيحميه منها . هناك فضائيات عربية موكل اليها من الصهيونية العالمية وظيفة استغلال اى فرصة لتشوية صورة الاسلام التقطت السانحة و الصقت التهمة بانصار الرئيس المخلوع واختصت بالتهمة ( الاخوان المسلمين من انصار الرئيس المخلوع بالتحديد ) وتلك مهمة معروفة تقوم بها لصالح الصهيونية العالمية فضائيات وشخصيات عالمانية من ابناء وبنات الوطن العربى وهم الذين تم تشخيصهم بانهم مصابون بمرض ( الاسلاموفبيا ) وهم يخدمون بلا وعى اهداف امريكا لتشويه صورة الاسلاميين اعلاميا.
وهذا يذكرنا بحادثة محاولة اغتيال د.حمدوك التى مرت بلا تحقيق قضائى وفهم ان المقصود منها كان تلميع حمدوك كمحارب للارهاب العالمى المهدد للسلم والامن العالميين وهى المهمة التى تعهد د.حمدوك انه سيقوم بها عندما خاطب الجمعية العمومية للامم المتحدة ، ومحاربة الارهاب اصبح هو الفرض الواجب على كل حاكم اعلانه حتى يضمنا بقاؤه فى السلطة داخل المجتمع الدولى .
ان الاستاذ فولكر هو مبعوث اممى مسئولة عن سلامته حكومة السودان وكان يجب عليه ان يبلغ حكومة السودان فورا حتى تأخذ الامر مأخذ الجد وتبين للعالم اننا دولة ذات سيادة تحمى كل من يقيم فيها وبالذات السفراء الاجانب، وان شرطتنا كغيرها من الاجهزة الشرطية فى دول العالم تقوم بنزاهة بالبحث عن الجناة وعمل ما يلزم من اجراءات لحفظ الامن الشخصى لكل فرد سواء كان مواطن او اجنبى .
ان ما قاله الأستاذ فولكر بالذات فى الزمان والمكان وللشخص الذى نقل عنه ذلك التصريح وبعد ان تم التصفيق له فى قاعة الاطارى مفهوم ان الغرض منه هو غرض اعلامى يراد منه توصيل رسالة مفادها ان الاتفاق الاطارى سيمضى بقوة ( المجتمع الدولى وتهليل الشخصيات العالمانية ) وان كل من يعارضه انما هو ( مسلم متطرف يرفض ان يتماهى مع النظام العالمى الذى تقوده امريكا لتحقيق الامن والسلم الدوليين واعلان قيام الدولة الابراهيمية فى منطقة الشرق الاوسط) ، وما فعله فولكر هو يتماهى مع ما تفعله سفارة امريكا عندما تحذر رعاياها من السفر الى السودان وتأمر مواطنيها الامريكان بعدم من الخروج من منازلهم عندما تخرج تظاهرات.
ان الواحب على اجهزتنا فى امن المعلوماتية ان تمارس عملها وان تسأل فولكر كيف عرف ان من قام بتهديدة سودانى متطرف ؟ وتفهم منه سبب امتناعه عن التبليغ فور تلقيه ذلك التهديد لان ما ادعاه فولكر لا يجوز ان يؤخذ هلى انه حادثة قصد منها شخصه فقط .
حسنا فعلت الجهات المسئولة فى بلادنا عن البعثات الاممية وعليها بعد ان تحقق فى هذا الامر ان تنظر فى جدوى بقاء بعثة يونت آمس وعن امكانية تغيير شخص فولكر بعد ان انتهت مهمته حيث اننا لانريد ان نتهم كل من يعمل فى الامم المتحدة بانه شخص غير محايد ولكننا من تجاربنا اكتشفنا ان الشخص الذى يرأس البعثة الاممية هو الذى يمكنه ان يوجهها بنزاهة لتتفيذ مهامها ، ولذلك فلقد طالبت من قبل ان تطالب حكومتنا الامم المتحدة بان تغير الأستاذ فولكر بشخص مسلم فقيه يتفهم الواقع السودانى وطبيعة الشعب السودانى الذى يرفض العالمانية اللبرالية التى ادت لتهتك المجتمعات الاوربية التى كانت مسيحية متدينة فتحولت لمجتمعات منحلة اخلاقيا .
صحيفة الانتباهة