محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: التشاكس العسكري!

(1)

 في البيان الذي اصدره البرهان في 25 اكتوبر 2021م قال رئيس مجلس السيادة السابق والحالي والقائد العام للقوات المسلحة :

 (الفترة الانتقالية الراهنة قامت على أساس مرحلي هو التراضي المتزن بين الشركاء العسكريين والمدنيين للسير في طريق الانتقال حتى الوصول إلى التفويض الشعبي بموجب انتخابات عامة من خلال الممارسة التي امتدت لأكثر من عامين، انقلب التراضي المتزن إلى صراع بين مكونات الشراكة قاد بلادنا ومكوناتها المختلفة إلى انقسامات تنذر بخطر وشيك يهدد أمن الوطن ووحدته وسلامة أرضه وشعبه، وقد أكد وشهد بذلك السيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في مبادراته التي أطلقها في يوليو وأكتوبر من هذا العام).

 ما هو الحال في الفترة الانقلابية الحالية ؟ هل هنالك تراض متزن او غير متزن؟ .. لا نقول بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ولكن نقول هل يوجد تراض او تفاهم بين رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي؟

 وكما كان يستشهد البرهان بالسيد رئيس الوزراء وقتها الدكتور عبدالله حمدوك.. نستشهد اليوم بتصريحات حميدتي… بل بتصريحات البرهان نفسها والخطر الآن تعدى مرحلة النذر وأصبح يحوم في الطرقات وأمن الوطن اصبح مفقوداً حتى في اقسام الشرطة وقوة مسلحة من قوات تمازج تقتحم احد اقسام الشرطة لإطلاق (متهم) تابع لهم.

محتوى مدفوع

مقتل شخصان واصابة خطيرة اثر اشتباكات قبلية فى بارا

 اما سلامة اراضي الوطن وسلامة شعبه فالحال يغني عن السؤال كفى ان نقول ان عدد الشهداء بعد كل تلك (الحاويات) تجاوز بعد انقلاب 25 اكتوبر الـ (125) شهيداً.

(2)

 في 25 اكتوبر 2021م قال البرهان في بيانه :

 (إن ما تمر به بلادنا الآن أصبح مهدداً حقيقياً وخطراً يهدد أحلام الشباب ويبدد آمال الأمة في بناء الوطن التي بدأت تتشكل معالمه وبدأنا معًا نخطو نحو دولة المواطنة والحرية والسلام والعدالة إلا أن تشاكس بعض القوى السياسية وتكالبها نحو السلطة والتحريض على الفوضى والعنف دون اهتمام يذكر بالمهددات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي طبقت على كل مناحي الحياة ومفاصل الدولة، فكان لزامًا علينا في القوات المسلحة والدعم السريع والأجهزة الأمنية الأخرى أن نستشعر الخطر ونتخذ الخطوات التي تحفظ مسار ثورة ديسمبر المجيدة حتى بلوغ أهدافه النهائية في الوصول لدولة مدنية كاملة عبر انتخابات حرة ونزيهة).

 لن نسأل البرهان عن احلام الشباب فهذا امر بعيد المنال.. دعكم من (الاحلام) ماذا عن الواقع؟

 هؤلاء الشباب الذين كان البرهان يسأل عن (احلامهم) فقدوا ارواحهم بعد 25 اكتوبر.

 نسأل البرهان عن (التشاكس) الذي تحدث عنه بين بعض القوى السياسية (المدنية) وكان سبباً لقيام البرهان بانقلاب 25 اكتوبر.. البرهان رفض تشاكس بين المدنيين وما يحدث بين العسكريين الآن ينذر بالحرب.

 علينا ان نترحم على (التشاكس) الذي كان يشكو منه البرهان قصاد الذي يحدث في البلاد الآن؟

 التشاكس كان رحمة!!

 التكالب على السلطة والتحريض على الفوضى بل على الحرب يحدث من المكونات العسكرية الآن.

 المهددات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الآن (العسكر) هم السبب الرئيسي فيها والبلاد مهددة بحروب اهلية وبأوضاع كارثية.

 الصراع بين المدنيين مهما اشتد وبلغ اقصى مداه لن يتجاوز حدود الوقفات الاحتجاجية والعصيان والإضراب العام.. هذه هي اسلحة المدنيين تخلو من الرصاص والغاز المسيل للدموع والحاويات.

 يخشون من مواكب ترفع (السلمية) شعاراً لتحركاتها ويسكتون على صراع عسكري يمكن ان يقودنا الى حروب.

(3)

 الذين كانوا يدعون للسلطة العسكرية وينتقدون الحكم المدني نقول لهم ونرد عليهم بهذا الخراب قادنا العسكر.

 من كان يخشى على الامن والاستقرار في ظل التشاكس (المدني) نقول له اننا نخشى الحرب الآن.

 الفوضى والتفلتات التى كانوا يشكون منها في حكومة حمدوك اصبحت الآن مجرد (ترف).

 الصراع الآن عسكري ، حد ان اصبحت قوات (تمازج) تملك حق الاعتقال وحق اطلاق سراح المتهمين من اقسام الشرطة.

 في البلاد الآن قوات درع الوطن وقوات كيان الشمال او درع الشمال وجيوش الحركات المسلحة والدعم السريع وقوات الشرق وكتائب ظل لا حصر ولا عدد لها.

 اصبحنا في لجة عسكرية وتحول القصر الى ثكنة عسكرية.

(4)

 بغم

 اذا كان البرهان يسمي الوضع السابق (تشاكس) وتكالب على السلطة ماذا يسمي البرهان الوضع الحالي؟

 لقد اثبت العسكر انهم يمكن ان يرفعوا شعار (فلترق كل الدماء) من اجل كراسي السلطة.

 ايام حمدوك كانوا يشكون من سعر رطل اللبن ..الآن الدماء السودانية اصبحت ارخص من اللبن!!

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية)!!

صحيفة الانتباهة