محمد عبد الماجد يكتب: المدّاح الجاكومي
(1)
في الزميلة الصيحة : ( قال محمد سيد احمد الجاكومي رئيس كيان الشمال ان العلاقات السودانية المصرية ولدت لتبقى ويجب ان نتحدث عنها دون تزييف وأشار في ندوة بعنوان افاق التواصل بين شعبي وادي النيل بمركز نبض بالخرطوم اليوم الى متانة العلاقات بين السودان ومصر منذ التاريخ وقال ان الرئيس محمد نجيب اسهم فى توحيد الحزب الوطنى الاتحادي عام 53 الحزب الذي كون اول حكومة منتخية بقيادة اسماعيل الازهري .. وبالتالي اسهم محمد نجيب في تحقيق الاستقلال السوداني مشيراً الى ان والدته سودانية وهو من اعظم الرؤساء الذين مروا على مصر وقال ان السادات ايضاً والدته سودانية مبيناً ان العلاقة بين الدولتين راسخة ومتينة .. وكشف الجاكومي عن وجود 23 الف طالب جامعي سوداني بمصر و3 الاف طالب ماجستير و22 الف طالب جامعي يدرسون مجاناً بمصر ويعاملون نفس معاملة المصريين مبيناً ان العلاقة مع مصر لا تحتاج الى مزايدة لأنها علاقة طبيعية على حد وصفه).
الدور الذي يقوم به الجاكومي الآن يذكرني بالدور الذي يظهر به (السوداني) في السينما والدراما المصرية حينما يقدمونه (بواباً) امام احدى العمارات ويسخرون من لونه ومن كسله ومن لبسه.الجاكومي في هذا المشهد يبدو تماماً في نفس الصورة والهيئة والجلباب (حارساً) لمتانة العلاقات السودانية مع مصر.
في سياق الرد على الجاكومي وفي نقطة اولى قبل ان تأخذنا الحمية نقول لرئيس كيان الشمال وما يعنينا في ذلك اذا كانت (والدة) محمد نجيب (سودانية) و(ام) السادات (سودانية) اذا كان المصريون يسخرون منهما لهذا السبب الذي يفتخر به الجاكومي ، بل انهم ينكرون ذلك وما ينطبق عليهما ينطبق كذلك على الاديب محمود عباس العقاد الذي كان يعير في مساجلات ادبية بوالدته السودانية.
(2)
هذا الجاكومي الذي ينفعل بهذه الصورة من اجل مصر .. كان في الموسم السابق قد اتفق مع الاهلي المصري بما يشبه (التواطؤ) وهو نائب لرئيس المريخ ضد الهلال (السوداني) من اجل ان يلعب المريخ في مصر مقابل لاعب او اثنين ينتقلان من الاهلي للمريخ عن طريق الاعارة الى جانب تكفل الاهلي باستضافة المريخ في مصر وبالترحيل والنثريات والقهوة والشاي والحاجة الباردة مقابل ابعاد الهلال من التأهل.. الجاكومي كشف هذا الامر بنفسه في تسريب (صورة وصوت) وقد كان الجاكومي في مقطع الفيديو المسرب يعترض ويهاجم الاهلي الذي لم يلتزم للمريخ بما اتفقا عليه وان كان الاتفاق اصلاً على امر غير شرعي وغير قانوني ليأتي الآن ويغضبه الهجوم على مصر وعلى الاهلي في الاتهامات التى حاول الاهلي ان يلحقها بالهلال وهو يدعي استعمال اساليب قذرة من جانب الهلال لتحقيق الفوز بعد شكوى الهلال للاتحاد الافريقي حينما قالوا له ان الهلال نادي الحركة الوطنية والخريجين الاوائل قد اغرق غرفة لاعبي الاهلي في استاد الهلال بمياه الصرف الصحي.
ونحن الذين اغرقنا وادي حلفا بمياه النيل من اجل مصر!!
لم يغضب الجاكومي على السودان ولم ينفعل من اجله عندما باعه في الموسم السابق وجاء هذا الموسم ليسكت على اتهامات الاهلي المصري ثم يبدو ثائراً هكذا من اجل مصر.
اولى ان تنفعل بهذا النحو على وطنك بدلاً من ان تحمل (طارتك) لتظل تقوم بنفس الدور الذي يقوم به (السوداني) في السينما المصرية.
(3)
قال محمد سيد احمد ان محمد نجيب اسهم في استقلال السودان وذلك بتوحيد الحزب الاتحادي الوطني .. وكلنا يعرف ان السودان كان تحت الاستعمار الثنائي الانجليزي المصري بين عامي 1899 و 1956. .. على ذلك يمكن ان نحسب للحكومة الانجليزية وقتها اسهامها في استقلال السودان وهي التى كانت مستعمرة له.
معروف منذ النشأة تأثير مصر على الحزب الاتحادي الوطني ، نحن لا نستغرب من (طارة) الجاكومي التى يضربها مدحاً في مصر، والحزب الاتحادي لا يستطيع ان يخرج من الجلباب المصري حتى في القضايا التى يجب ان ترجح فيها كفة السودان على كفة مصر.
والجاكومي بعيداً عن ذلك ظل يضرب (طارته) من اجل مصالحه فهو (ثائر) مدني حينما كانت الغلبة للثورة وللمدنيين وهو منقلب على حمدوك ومتفق مع حميدتي حينما اصبحت الغلبة للعسكر. ويمكن ان نجده في الغد خارجاً من (الكتلة الديمقراطية) وعائداً للحرية والتغيير المجلس المركزي اذا فقدت الكتلة الديمقراطية مكانها في السلطة.
(4)
اخطر ما جاء به الجاكومي من اجل التدليس والتغبيش كشفه عن وجود 23 الف طالب جامعي سوداني بمصر و3 الاف طالب ماجستير و22 الف طالب جامعي يدرسون مجاناً بمصر ويعاملون نفس معاملة المصريين.
على هذا الوتر يعزفون.
هذا العدد الذي يدرس في مصر لا يدرس مجاناً كما يدعي الجاكومي.. مصر مستفيدة كثيراً من ذلك .. احسبوا العائدات التى يمكن ان يدخلها هذا العدد للخزينة المصرية بالعملة الصعبة من رسوم الدراسة ومن تأجير الشقق.
وبصورة عامة ليس هنالك دولة يمكن ان تقدم خدمة لدولة اخرى اذا لم تستفد من ذلك .. او على الاقل ان لم تكن هنالك مصالح مشتركة وفوائد متبادلة… لهذا ليس لمصر فضل علينا في ذلك.
الاخطر من ذلك ان هذا العدد يعود للسودان بعد ان يتشبع بالثقافة المصرية ويصبح الانتماء عندهم لمصر اقوى من الانتماء للسودان او عند بعضهم حتى لا اظلمهم لأن الطلاب الذين ينتقلون للدراسة في مصر ينتقلون في سن حرجة على الحكومة السودانية ان تنتبه لذلك.
لاحظت في انتقاداتنا السابقة لما بدر من الاهلي المصري بعد المواجهة التى جمعت بين الهلال والأهلي في ام درمان ان كل الذين اغضبتهم كتابتنا وخرجوا يدافعون عن مصر رغم هلاليتهم كانوا قد درسوا في مصر، من بينهم اعلامي ما زال يكتب ردوده ودفاعاته في القروبات والتجمعات الاعلامية عن مصر وعن دور مصر. .. وقد كان هؤلاء تغضبهم كتابتنا اكثر مما تغضب المصريين.. علماً ان هنالك اساءات شديدة وجهت من الاعلام المصري للسودان ومن جمهور الاهلي ولم يروا في ذلك ذنباً… الامر كان عندهم طبيعياً تقبلوه مثل طبق (الكشري).
الخيانة الوطنية ليست بالضرورة ان تكون ممنهجة ومنظمة – خيانة المشاعر والإحساس والانفعال بقضايا الوطن اخطر.
انتبهوا لمن درسوا في مصر .. وعلى الحكومة السودانية لاحقاً ان توفر الجامعات والمعاهد العليا للإعداد التى تهاجر من اجل الدراسة بالخارج حتى نضمن عدم التأثير مستقبلاً على ابناء السودان وشبابه الذي يدرس بالخارج.
(5)
بغم
زيارة الجاكومي القادمة لمصر نتمنى ان يستقبل في صالة كبار الزوار.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهج
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة