مقالات متنوعة

البرهان يفند فرية التدخل الأجنبي في العملية السياسية


بقلم: السفير الصادق المقلي

الفريق أول البرهان في خطابه في الجلسة الافتتاحية لورشة الإصلاح العسكري و الأمني، قطع قول كل خطيب٠٠٠اولا أمن على دعم المؤسسة العسكرية للعملية السياسية الجارية من جهة و فند كل دعاوى و مزاعم يروج لها معارضو الاتفاق الإطاري حول وجود أصابع أجنبية في العملية السياسية، مثلما وصفوا من قبل وثيقة تيسيرية نقابة المحامين بأنها مستوردة من الخارج ٠ ٠٠٠٠البرهان أكد أن هذه العملية جهد سوداني خالص، و استطرد قائلا،٠٠٠ان المؤسسة العسكرية لم تكن مباركة لهذه الاتفاق الإطاري لولا إيمانها بأنه يصب في مصلحة الوطن و التحول الديمقراطي و يلبي تطلعات الشعب السوداني ٠٠٠و خاطب البرهان الممانعين مناشدا إياهم باللحاق بالاتفاق و يجب عليهم ان يتداولوا حوله و أبداء ما يرونه من آراء أو تحفظات، بمعنى ليس عليهم أن يرفضون جملة و تفصيلا كما صرحت قيادات الكتلة الديمقراطية ٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠لعل أهم الدروس المستقاة من الجلسة الافتتاحية لهذه الورشة، اصطفاف المجتمع الدولي و الإقليمي خلف هذه العملية السياسية، فقد كان حضورا الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، الترويكا و دول الآلية الرباعية٠٠٠الذين عبروا أجمعين على دعم التحول الديمقراطي و العملية السياسية الجارية التي سوف تفضي إلى تشكيل سلطة في السودان بقيادة مدنية، و تلاحظ في مداخلاتهم التأمين على ما ورد في الاتفاق الإطاري من خروج العسكر من المشهد السياسي و و عدم انخراط القطاع الأمني في أي نشاط تجاري بخلاف تلك الانشطة ذات الطابع العسكري٠ و ان مهام جهاز المخابرات العامة تنحصر في جمع و تحليل المعلومات من دون صلاحية له في الاعتقال٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠٠خلاصة الأمر أن انعقاد هذه الورشة بهذه المشاركة من المكونين العسكري و المدني و بحضر ممثلين للمجتمع الدولي والإقليمي، ينم عن إرادة سياسية حقيقية من كلا الطرفين للمضي قدما في هذه العملية السياسية وفقا للمصفوفة الزمنية التي تم الاتفاق عليها لإنهاء العملية السياسية و التوقيع النهائي على الإعلان السياسي و من ثم الشروع في تشكيل هياكل الدولة إبان شهر أبريل المقبل أن شاء الله تعالى٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠ما يجدر ذكره أن ممثل الترويكا في مداخلته أمام الحضور صرح بأن مجلس الأمن يراقب الوضع السياسى الراهن في السودان، و لعله يعني بذلك جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي استمع فيها إلى إفادة من فولكر حول مسار العملية السياسية في السودان ٠٠الاخير ناشد المجتمع الدولي بدعم الحكومة الانتقالية المقبلة، و أدلى بتصريح آثار امتعاض مني و جبريل و أردول حيث اتهمهم بأنهم يلهثون وراء المناصب و هذا َ هو لب معارضتهم للاتفاق الإطاري ٠٠٠٠و ليس من مبرر طالما هم وافقوا على الإعلان السياسي المنبثق من الاتفاق الإطاري ٠٠٠٠كما تجدر الإشارة إلى أن ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الجلسة هدد بأن بلاده سوف تفرض عقوبات على كل من يعمل على تعويق التحول الديمقراطي ٠٠٠و كما ذكرنا من قبل فإن تصريح الدبلوماسي الأمريكي لم يأت من فراغ، فهو مضمن في قانون دعم التحول الديمقراطي و المحاسبية و الشفافية المالية لعام ٢٠٢٠ الصادر بالإجماع عن الكونغرس الأمريكي targeted sanctions ٠٠٠انظر الباب ١٢ من القانون ٠٠حاول البعض إخراج تصريح البرهان حول وضع الجيش تحت إمرة الحكومة المدنية في ظل حكومة منتخبة من سياقه٠٠٠فمن البديهي ان لا يكن الجيش المهني الواحد الذي تهدف إليه هذه الورشة تحت إمرة حكومة منتخبة ٠٠و لا يمكن أن يتم ذلك ظل جيوش و مليشيات متعددة قبل ان يتم إعادة الهيكلة و الدمج في إطار الإصلاح الأمني في ظل حكومة انتقالية مدتها عامان٠٠٠و لعل من إنجاز العملية السياسية انها وضعت المبادئ و الأسس العامة للاصلاح العسكري و الأمني و الذي دون شك سوف يستغرق سنين عددا، اي ما بعد الفتره الانتقالية و في ظل الحكومة المنتخبة التي تخرج من رحم الإنتخابات عند نهاية الفترة الانتقالية ٠٠٠ ٠٠٠و لكن لا ننسى أن مجلس الأمن و الدفاع المنصوص عليه في الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه العسك، و الذي سيشرف مع القوات النظامية على تنفيذ محور الإصلاح الأمني سوف يكون تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء.

صحيفة الانتباهة