مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: هل سيوقع البرهان؟


تطاولت الوعود بتشكيل الحكومة؛ بعضهم قال قبل حلول الشهر الكريم؛ وبعضهم قال في الأسبوع الأول من رمضان؛ وآخرون قالوا في الأول من أبريل يعني بعد ثمانية أيام من رمضان المبارك.. تكرر الحديث كثيراً عن انتهاء العملية السياسية وابرام الاتفاق النهائي؛ واكثر المتفائلين تحدث عن القضايا العالقة؛ الترتيبات الأمنية والدمج؛ ثم العدالة الانتقالية.. والبعض الآخر بنى توقعاته على خوف العسكر من المحاسبة لذلك هم يوقوعون (رهبة) من الوقوع في حبائل المحاكمات؛ والاتهامات؛ وهم بالاتفاق يسعون لابرام اتفاق (جنتل)؛ بعد ذلك يسلمون السلطة.. وليتهم سلموها للأحزاب المدنية الأكثر قاعدة في السودان؛ ولكنهم سيسلموها لثلاثة أحزاب تمثل القاعدة الأضعف في كل ولايات السودان؛ ويتسيد المشهد فيها (نخبة) تريد أن تعود للحكم؛ على أي حساب لعلمها التام انها لن تأتي بالانتخابات؛ ولن يحملها ثوار الشارع على الأكتاف يوم تقطعت (الأقمصة).
المتتبع لرسائل البرهان التي أرسلها في بريد الاحزاب الثلاثة؛ أنه يقول لهم ما معناه ان الاطاري اذا لم تدخل فيه (القوى الرئيسية) في المشهد السياسي فانه سيتعثر قريباً ويقسم بالله.. والسؤال الذي يحتاج لاجابة الآن هل الناس ينتظرون الاطاري ليتعثر اكثر من تعثره الحالي؟؟.. وما هي القوى الرئيسية؟ التي تحدث عنها البرهان؟ هل هم التجمع الاتحادي والمؤتمر السوداني والشعبيين وبعض انصار السنة.. والواجهات غير المعروفة.. أم هم بعض قادة المؤتمر السوداني الذي وقع لوحده في الاتفاق بأكثر من خمسة تنظيمات وواجهات.
قادة الجيش يعلمون ان الاتفاق الاطاري لا اجماع حوله؛ ورغم ذلك ينتظرون ان تدخل قوى أخرى عليه لتوسيع قاعدته.. الكتلة الديمقراطية رافضة للاتفاق واعلنت حركات اتفاق جوبا مناهضته وانها ستخرج في (تصعيد وتعبئة) جديدة ضد الاتفاق – يقودها مناوي وجبريل.. وهناك بقية احزب الكتلة كالاتحادي الأصل بزعامة الميرغني الذي يملك (جعفر الصادق) فيه اليد الطولى في توجيه الجماهير بالعاصمة والشمالية والشرق.. وفيه ايضاً تنسيقيات المجلس الأعلى للبجا بزعامة ترك والأمين داؤود اللذين يملكان حق توجيه الشرق بالاغلاق أوبالتعبئة ضد الاطاري.. وفيه مجموعة عسكوي وأردول اللذين لهما دور كبير خلال الفترة الانتقالية.
ذات الرفض قالت به احزاب وتنسيقيات مبادرة القاهرة.. وتلك احزاب بلغت في مجملها 85 حزباً وكياناً.. وفي البال مبادرة نداء اهل السودان التي ينضوي تحتها جمع كبير من القيادات الأهلية والطرق الصوفية.. ويقال انها احزاب فلول كما يصفها عرمان.. واحزاب الفلول معروفة وهي تناهض الاتفاق بكل لافتاتها؛ ومنها المؤتمر الوطني الذي يشارك بالرأي مرة مرة ويصدر بتصريحات بعض قياداته.. وكثير من الاسلاميين الذي يجلسون الآن على الرصيف .. وتحدثهم أشواقهم عن المنظومة الخالفة التي نادى بها عرابهم الراحل د. الترابي.. هذا التيار الاسلامي لا يمكن اسقاطه من معادلة السياسة في السودان كما يخيل لقيادات الحرية والتغيير..
البرهان لم يثبت على رأي .. وفي كل مرة يخرج ليقول (رسالة جديدة).. تجده يوماً مؤيداً للاطاري بلا اشتراطات؛ وفي غده يخرج برسالة جديدة يضع فيها (اشتراطات مغلظة) ويقسم فيها بالله أن الاتفاق سيتعثر اذا لم تشارك فيه قوى رئيسية.. وهو ينظر بعين (واعية) لرأي الجيش الواضح بأن الاتفاق لا يشكل اغلبية .. فهل مع هذه النظرات الكثيرة المتأنية سيحمل البرهان قلمه ويوقع على الاتفاق النهائي في الأول من ابريل كما يقول النشطاء؟.. أم ان في الكلام كلاماً.

صحيفة الانتباهة