مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: سمسمكم إشترينا بيهو سلاح


(1)
في كثير من الأحيان يفلتُ الظالم من العدالة بسبب ضعف المظلوم، وتساهله في انتزاع حقه من بين براثن الظالم بالطرق القانونية، وفي معظم الحالات يفلت الظالم الجاني،والفاسد ناهب المال العام وآكل أموال الناس بالباطل من المحاسبة بسبب عدم الملاحقة الجنائية والتغافل، وبسبب إحباط الناس وعدم ثقتهم في بعض مؤسسات العدالة، وبسبب شعور وهمي أن نفوذ الظالم الفاسد الجاني سيحول دون المحاسبة وإعادة الحق إلى اصحابه…هذه الحواجز الوهمية وإن كانت حق فهي من كيد الشيطان، وهل كيد الشيطان إلا كان وهما ضعيفا لايصمد في مواجهة الحق.. فهو كالسحر الذي يسترهب الناس فيرى البعض في ضعفه قوة وجبروت..
(2)
في مطلع التسعينات ظهر مسؤول حكومي بأحد شركات النظام العملاقة… في القضارف شوهد هذا المسؤول يقف جنبا الى جنب مع رئيس النظام المخلوع في اول زيارة له الى القضارف، تم استقباله مع البشير ولما شاهده الناس مع الرئيس نازلا من سلم الطائرة الطائرة ومتأبطا عصاه الأبنوسية، وحيا المواطنين مع الرئيس وهو يقف إلى جانبه كتفا بكتف.. اخذ الناس انطباعا بأهمية هذه الشخصية الرئاسية التي احتالت على المواطنين فيما بعد ونهبت محاصيلهم..وما أن غادر البشير الى الخرطوم مكثت تلك الشخصية المحتالة بالقضارف وقامت بشراء معظم الانتاج من السمسم بشيكات آجلة مع رفع سعر القنطار…ثم ذهبت تلك الأطنان مع ادراج الرياح الى يومنا هذا..
(3)
في الدندر ظهر هذا الاسم (الرئاسي) واقام مكاتب لشراء محصول السمسم بالشيكات الآجلة، واستلم كميات مهولة و(زاغ)، وبسببه ارتكبت جنايات وازهقت ارواح بريئة، واعدم آخرون وتدمرت اسر بحالها…
(4)
في تلك الأثناء تكوّن وفد من المتضررين الذين وقع عليهم الضرر وذهب الوفد لمقابلة الرئيس، ولم يفلح الوفد الا في مقابلة النائب الثاني للرئيس، والذي بدوره اوصلهم للنائب الأول ليبثوا شكواهم وحزنهم لعلهم يجدون انصافا وقسطاسا مبينا، لكن النائب الأول وقتها قال لهم (هاناس نحنا سمسمكم اشتريناه سلاح حاربنا بيهو التمرد )هكذا تردد القول وقتها بقوة وسط الناس، وقد كتبت عن هذه الواقعة في نهاية التسعينات بصحيفة الشارع السياسي التي كنت مدير تحريرها عندما جاءني بمكتبي الاخ محمد عيسى ابرز ضحايا تلك الكارثة الفضيحة وملكني الكثير من المعلومات ..(ما عندنا قروش ، سمسمكم اشترينا بيهو سلاح ..)هكذا بكل بساطة(سنواصل في هذه القضية بإذن الله )…. اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة