مقالات متنوعة

عبدالله مسار يكتب: فتنة تجييش وتجنيد عرب دارفور


عبدالله مسار يكتب: فتنة تجييش وتجنيد عرب دارفور (2)

قلنا في مقالنا فتنة تجييش وتجنيد عرب دارفور (1)

إن دارفور سلطنة قديمة لها أثر إداري راسخ وقلنا إنها خليط من القبائل ليس بها نقاءً عرقياً. وقلنا إن لقبائلها ديار وحواكير وقلنا إنها كانت دولة قائمة بذاتها حتى وقت قريب وقلنا إن هذه القبائل تعايشت وتصاهرت منذ آلاف السنين والنزاع والشقاق الذي أصابها أخيراً لأمور خارج دارفور منها دواعي سياسية.

وقلنا إن بدارفور قبائل عربية جبلت على القتال وهو يكاد يكون حرفة وقلنا إن هذه القبائل وعلى رأسها قبيلة الرزيقات استهدفت بالتجنيد والتجييش طيلة عمرها وخاصة في الأونة الأخيرة بعض هذا التجنيد رسمي وفق القانون كما تم في الدفاع الشعبي وحرس الحدود والاستطلاع والدعم السريع وحتى الجيش وبعض خارج القانون كالتمرد والحركات المسلحة وهذا التجنيد استهدف قبيلة الرزيقات بصفة خاصة لأنهم أصلاً مقاتلين بالفطرة والتجنيد يخدم أغراضهم المحلية والأخرى وثانياً لدواعي سياسية قد تحقق لهم أغراضهم في الآني والمستقبل.

ولكن بعد الثورة وخاصة في هذه السنة كثر التجييش والتجنيد وزادت وتيرته والمتابع للأمر يعتقد أن هذا التجنيد والتجييش ليس لأغراض نصرة محلية أو لصراع داخلي ولكن يبدو لدواعي سياسية ولمنازلة أو منافسة محلها ليس دارفور ولكن يبدو مكانها المركز. واعتقد أن الصراع السياسي الذي يجري في الخرطوم صار مكاناً للاستقطاب واستيعاباً لأعداد كبيرة من عرب دارفور وفي مقدمتهم الرزيقات واعتقد أن هذا التجنيد والتجييش سيخلق فتنة اجتماعية ويمكن أن يؤدي إلى صراع مسلح يؤدي الغرض للقائمين على أمره ثم ينقلب عليهم لأن هذه القبائل مدركة للأمر وهو أنها مستعملة ومستغلة كبندقية حرب يحقق بها مطلوبات القائمين على أمر هذا التحشيد والتجنيد والتجييش ثم يفكونهم عكس الهوى كما تم في مرات سابقة، ولكن يبدو أن وعي هذه المجموعات قد تطوَّر وأن قضية (مغفل نافع) أو بندقية للأجرة هذه قد انتهت ولذلك اعتقد أن أمر تجييش هذه القبائل قد يكون فتنة ونقمة على السودان.

ولكن أخشى أن ينقلب السحر على الساحر ويفكِّر الآخرون فيما يفكِّر فيه صناع هذه المواقف والسيناريوهات ويعتقد البعض أنهم قد يستغلوا لقتال بعضهم البعض، ولكن ذاك لن يحدث.

ولذلك نصيحتي لكل من يعمل في هذا العمل عليه أن يدرك نتائج ذلك وخيمة كما أنبِّه أن التحشيد الذي يتم الآن في الخرطوم لا يخدم أي قضية وطنية ولا يخدم مدنية ولا يقود إلى استقرار البلد ولا حكم. إن الذي يجري قد يخرِّب السودان عليه نصيحة أخيرة لإخواننا القائمين على أمر العملية السياسية الآن اسعوا إلى الوفاق والاتفاق والتراضي الوطني. العزل والانفراد بالسلطة أكثر ضرراً عليكم من الآخرين انتبهوا يأهل السودان.

صحيفة الانتباهة