هاجر سليمان | حادث (متسولة) .. أين والي الخرطوم؟!
المكان استوب المحطة الوسطى بحري اما الزمان فالساعة تشير الى مايقارب العاشرة صباحاً حينما دهست عربة طفلة صغيرة من اللائي يتسولن في ذلك الاستوب فسالت دماؤها على الاسفلت في منظر مؤلم وكانت كل فردة حذاء قد سقطت في اتجاه، المصيبة انه سرعان ما تجمهر عشرات المتسولين ليصبحوا كالغمامة التي غطت المكان واطلقت النساء اصوات صرخات وبكاء حزناً على تلك الصغيرة وتم نقلها الى حوادث مستشفى بحري .
لن نقول ان سائق العربة مخطئ لان الطريق من حقه الا ان الانتشار الكثيف للمتسولين في ذلك الاستوب كان سبباً في وقوع الحادث لتلك الطفلة الصغيرة التي لا ذنب لها سوى انها ولدت ونشأت في بيئة قاسية لا ترحم ولاتعرف معنى للحياة سوى عبارة (كرامة لله) .
منطقة الجامع الكبير اصبحت عبارة عن مملكة ضخمة للمتسولين والمتشردين سودانيين وافارقة وكثيراً ما تنشب مشاجرات تسبب أزمة أمنية بالمنطقة بالاضافة الى الركض المفاجئ وغير المبرر للاطفال المتسولين والمتشردين بالمنطقة والذي يسبب أزمة للمارة سواء بالمركبات او راجلين .
ان ملف المتسولين والمتشردين يعتبر من اضخم الملفات التي فشلت فيها ولاية الخرطوم فشلاً ذريعاً وعجزت تماماً عن ايجاد حل ملائم رغم الدراسات والبحوث والخلاصات التي افرغها مئات الطلاب والدارسين على مستوى كافة القوات النظامية والمعاهد والجامعات العليا والاكاديميات .
قبل ايام تم الإعلان عن ضبط مملكة للمتسولين في ام درمان وهي عبارة عن منظومة متكاملة تمارس التسول لصالح مؤسسات عالمية وتسهم في خروج اموال طائلة من البلاد بالعملات الحرة الى بلدانهم والسودان ينظر وولاية الخرطوم لا تحرك ساكناً .
الى متى يستمر مسلسل التجاهل، اذ لابد من التعامل مع ظاهرة التسول الآن بزاوية الجريمة وليس الحاجة طالما ان (90%) من اولئك المتسولين يعملون لصالح جهات تقوم بتسريحهم نهاراً وتجمعهم ليلاً وتستولي منهم على الإيرادات وذهبنا لأكثر من ذلك حينما اكتشفنا ان هنالك منظمات تستغل أطفالاً في عمليات التسول أعمارهم اقل من عام يتم حقنهم بمادة مخدرة لاجل استغلالهم طيلة اليوم في عمليات الشحدة، بجانب الطفلات اللائي يتم وضع فراشات على أيديهن ولف أرجلهن بالجبص دون إصابات حقيقية والغرض من ذلك فقط استدرار عطف المارة للاستيلاء على اموال تمكنهم من الإفلات من المساءلة من قبل زعيم العصابة الذي ينتظر الإيراد يومياً .
ما ذنب اولئك الأطفال المخدرين الذين يتم حملهم على ظهور بعض الفتيات فتجدهم فى حالة فتر ونوم عميق رغم سخونة الشمس وأكاد أجزم ان هؤلاء الأطفال وبعد فترة وجيزة يلقون حتفهم جراء نقص الرعاية ومن ثم يتم الاستعاضة عنهم بأطفال جدد ولكن من اين يحصلون على اولئك الأطفال في كل مرة وبحسب علمي حتى اولئك الأطفال المخدرين يتم إيجارهم بالساعة او باليوم وتجد ذات الطفل كل يوم ولكن تختلف وجوه النسوة اللائي يحملنه على ظهورهن وتجدهم في حالة نوم دائم فياترى ماهو ذلك العقار الذي يمنح لأولئك الأطفال النائمين دوماً، واين والي الخرطوم مما يحدث واين وزارة الرعاية الاجتماعية واين الشرطة واين المخابرات ولماذا لا يفتح تحقيق حول مصدر أولئك الأطفال الرضع دون سن العام ولماذا لا يخضعون للفحص المعملي لنكتشف البلاوي
صحيفة الانتباهة