سواقط الحزب الشيوعي وتفكيك المؤسسة العسكرية
(١).
تنشط هذه المجموعة حاليا في لجان مؤتمر الإصلاح العسكري والأمني وهو مؤتمر ظاهره الإصلاح والتغيير والكل ينشد بناء مؤسسة عسكرية مهنية وقومية وموحدة داعمة للمشروع الوطني الديمقراطي المستدام، وهذا لن يتحقق إلا في ظل حكومة مدنية ديمقراطية منتخبة من قاعدة المجتمع، وليس من مجموعة مؤدلجة تاريخيا ضد الجيش الوطني ولذلك فان شعارات الإصلاح الحالية تستبطن تفكيك المؤسسة العسكرية كهدف استراتيجي لها فما هي هذه المجموعة وتكتيكاتها وسلوكها السياسي؟؟
هم مرافيد الحزب الشيوعي السوداني وهي مجموعة منقطعة السند الفكري والجماهيري وتحررت من الرؤيا المثالية للحزب الشيوعي في صناعة الثورة الوطنية الديمقراطية وركائزها العمل الفكري والسياسي الديمقراطي الصبور والدؤوب والملتحم مع الحركة الجماهيرية.
يئست هذه المجموعة الانتهازية من كل قطاعات المجتمع السوداني وفي طليعته المؤسسة العسكرية الوطنية والتي اعتبرتها جزء أصيل من التحالف اليميني وتشكل عقبة صماء أمام مشروعها في الثورة والتغيير ولذلك يجب تحطيم هذه المؤسسة وإعادة بناءها لتكون داعمة لمشروعها العلماني اللائكي والإقصائي.
(٢)
أن سواقط الحزب الشيوعي السوداني هم العناصر الاشد خطرا على وحدة وتماسك الدولة السودانية، وهوية المجتمع الثقافية، وعلى قضايا البناء الوطني والديمقراطي المستدام لأن حالة الانبتات الفكري والاخلاقي الذي تعاني منه هذه المجموعة جعل شعارها الغاية تبرر الوسيلة، فما هي التكتيكات الميكافلية التي اتبعتها لتحقيق مشروعها التدميري للدولة السودانية والمؤسسة العسكرية؟؟
التحالف مع الغابة المسلحة بقيادة الدكتور جون قرنق تحت شعار واوهام السودان الجديد الموحد والعلماني والديمقراطي والذي انتهى إلى انفصال دولة جنوب السودان،تأليب دول الجوار العربي بفزاعة الإسلاموفوبيا وتأليب دول الجوار الافريقي بثنائية الإسلام والعروبة في مقابل الأفريقانية، تأليب الغرب الأوربي والأمريكي بفزاعة الإرهاب والأممية الإسلامية،والتحالف مع المنظمات الصهيونية والكنسية العالمية لمحاصرة السودان وتشويه رمزيته المعنوية،
وكذلك تغذية الصراعات والهوياتية والاثنية بين المركز، والهامش واستنساخ الحركات والجماعات المسلحة في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، والشرق لايقاع السودان في فخ الحروب الأهلية، وتفكيك المؤسسة العسكرية على أساس الانحيازات الهوياتية
(٣).
نزعت مجموعة سواقط الحزب الشيوعي بعد انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨م إلى خلق بينونة كبرى بين المجتمع والمؤسسة العسكرية (معليش معليش ما عندنا جيش) ثم اختطفت الثورة وتخندقت حول رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك ثم أقحمت قضايا الهوية والتعليم والحاكمية وقوانين الأحوال الشخصية، مما أدى إلى انحراف المرحلة الانتقالية عن قضاياها الانتقالية البحتة وتدحرجت الى اتون انقسام عمودي حاد وسط المجتمع دفع المكون العسكري إلى فض الشراكة عقب قرارات ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
(٤)
ان التحور والخفة سمة مائزة للمنبتين من سواقط الحزب الشيوعي وتبدى ذلك في تحالفهم الماثل مع دولة الإمارات الاقطاعية والتي تنزع تكتيكا إلى تفكيك المؤسسة العسكرية الوطنية وإحلال مجموعات عسكرية شبه نظامية في وظيفتها والهدف الاستراتيجي بالطبع ليس دعما للمشروع الوطني الديمقراطي بل إقامة إمارة اقطاعية استبدادية في السودان أو تفعيل الخطة (ب) والمتمثلة في تعدد الجيوش وإضعاف المؤسسة العسكرية الام تحت شعارات الإصلاح والتغيير، واستنساخ السيناريو اليمني والليبي والسوري وخلق حالة اللادولة لنهب الموارد السودانية، لذلك على المؤسسة العسكرية وقيادتها ادراك أن شعارات إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية الماثلة هي السم في الدسم.
صحيفة الانتباهة