زبد الفضائيات السودانية
(1)
حتى اكون اميناً لم اتابع ما تقدمه الفضائيات السودانية في شهر رمضان هذا العام كغير العادة، بعد ان كنت احرص على متابعة ما تقدمه الفضائيات السودانية والعربية بشكل عام وهي تحرص ان تقدم افضل ما عندها في شهر رمضان المبارك.
كنا في الماضي نحرص على متابعة برنامج اغاني واغاني ولا نكتفي بالبث الاول للبرنامج.. كنا نلاحق البرنامج حتى في اوقات الاعادة.
لا ادري ان كان برنامج اغاني واغاني هذا العام يبث ام انه قد توقف!!
لم تدفعني فضائية او برنامج او مسلسل لمتابعته، رغم الاثارة التى تحدث من بعض الاعمال البرامجية والدرامية على مواقع التواصل الاجتماعي.. ندرك ان مواقع التواصل الاجتماعي تصنع ضجة من اللا شيء .. وكلما كان البرنامج او العمل الدرامي فارغاً كلما كانت فرصته اكبر في احداث (ضجة).
الاثارة تصنعها الاشياء غير الموضوعية.. الامور التى تتزن بالعقلانية والمنطق والعلم لا تخلق اثارة.
مثل العربة التى تسير في الطريق عكس اتجاه الحركة.. هي تلفت الانظار ويكون عند الناس الشغف لمعرفة ماركة هذه العربية وأرقام لوحتها والسائق الذي يقودها.
لهذا الضجة التى تصنع على مواقع التواصل لبرنامج او مسلسل ليست مقياساً للجودة بل يمكن ان تكون تلك الضجة دليلاً على الضعف والفراغ.
(2)
لا ادري ما هو السر في ان تتجه الفضائيات السودانية الى البرامج (الغنائية) وهي تجعل نجوم الغناء وان كانوا من الدرجة الخامسة في مقدمة ضيوف البرنامج.
المحتوى البرامجي للفضائيات السودانية يعتمد اعتماداً كلياً على (شتارة) الضيف فكلما كان الضيف (مشاتراً) كانت الاثارة اكبر في البرنامج.
ابحث عن الاثارة … هذا هو المذهب الذي يمشون عليه في الفضائيات السودانية.
لا اعرف في هذا الموسم هل تمت استضافة شيخ الامين ام لا؟ وهو النموذج الاوضح لشتارة الضيف ولضحالة فكره وفراغ محتواه .. كل البرامج التى يستضاف فيها شيخ الامين يحدثنا فيها عن (لبسه).. ويحاول ان يشرعن (فقهياً) اختياره الغالي والنفيس من (اللبس) الذي يظهر به في الوقت الذي يعاني فيه موضوعاً حد الجدب… فهو فقير فقر مدقع في الفكر.
(3)
الفضائيات المصرية تراجعت بصورة كبيرة في السنوات الاخيرة وأصبحت الفضائيات الخليجية تتقدم عليها في كل شيء ، حتى في المسلسلات (المصرية) التى تنتجها تلك الفضائيات.
الاعلام المصري اصلاً تراجع بشكل مخيف .. ليس هنالك اعلامي على مستوى الوطن العربي يمكن ان يعتبر (نجماً) .. العرب سحبوا البساط من المصريين حتى في ملاعبهم.
الاعلام المصري عبارة عن (زعيق) وهذا امر طبيعي بعد ان انحدرت الفضائيات المصرية من مصطفى محمود ومحمد متولي الشعراوي ومفيد فوزي ومحمود سعد الى رامز جلال وفيفي عبده وياسمين عز.
هذا زمن الانحطاط الاعلامي بكل معانيه.
ما استغرب منه هو (التسول) الذي يمارس بصورة فجة في الاعلانات المصرية التى تحاول ان تفرض على المشاهد (بضاعة) فاسدة… او تجربة على التبرع بشكل ساذج.
المصريون حتى فن الاعلان فقدوا قدراتهم فيه.
اما المسلسلات المصرية فهي لا ترقى للمشاهدة.. مجرد ضجة مفتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بها لجان متخصصة ومصروف عليها.
(4)
بغم
النصيحة التى يمكن ان نقدمها للمشاهد في هذا الشهر هي ان يغلق تلفازه في شهر رمضان .. هذا افضل لصيامكم ولصحتكم ولثقافتكم العامة.
لا تفسدوا صيامكم بمتابعة مثل هذه البرامج والمسلسلات العارية من المحتوى والعارية كذلك من اللبس.
ما تقدمه الفضائيات في الشهر الفضيل ما هو إلا (زبد).. رجاءً اغلق التلفاز.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة