إيضاحات جبريل وموقف الكتلة!
سحب الشك تتشكل من جديد في سماء المشهد السياسي؛ بعد أن جزم الكثيرون أو ايقنوا باقتراب موعد توقيع الاتفاق النهائي بين المجلس المركزي للحرية والتغيير والقيادة العسكرية .. ويعني ذلك اكتمال فصول (الاتفاق الاطاري) والوصول به الى نهاياته… والسبب الذي اعاد سحب الشك وعدم الثقة هو انسحاب ممثلي الجيش من الجلسة الختامية لورشة الاصلاح الأمني والعسكري؛ وعزو انسحابهم الى أن التوصيات التي أدرجت جاءت (منقوصة) على حد وصف مراقبين تابعوا انعقاد الورشة.
من الواضح أن هناك صعوبات ما زالت تكتنف المشهد في تفاصيله الأخيرة؛ واخشى أن يكون ما جرى في ورشة الاصلاح الأمني والعسكري هو مقدمة لانسحاب كبير.. وما يعزز هذه الفرضية هو عدم ثبات المكون العسكري في أي اتفاق؛ فقد أثبتت الايام سرعة انقلاب العسكريين على ما اتفقوا عليه.
وما زاد ايضاً من تراكم سحب الشك؛ الرأي الذي صدعت به الكتلة الديمقراطية؛ وقد كنت حضوراً الثلاثاء الماضي في افطار السيد الوزير د. جبريل ابراهيم والذي دعا فيه قادة الرأي وكبار الصحافيين؛ وعقب الافطار قدم السيد جبريل ايضاحاً؛ حول المشهد السياسي؛ وأجاب بكل صراحة على أسئلة الصحافيين التي تركزت على موقف الكتلة الرافض من حيث المبدأ للاتفاق الاطاري.
وقال جبريل عندما سألته (الانتباهة) عن موقفهم على وجه التحديد في حال تشكيل الحكومة خاصة ان كل المؤشرات تقول بأن الاتفاق سيصل الى نهاياته- هذا قبل انسحاب ممثلي الجيش- سألناه عن موقفهم؛ وعن انصبتهم في الحقائب؟ وهل اتفاق جوبا سيكون حاضراً بالـ(25%)؟.. جاءت اجابة جبريل قاطعة بأن الحديث سابق لأوانه لانه ليس هناك اي حديث عن تفاصيل تشكيل الحكومة ما لم يحدث توافق؛ ويتم بعده توسيع قاعدة المشاركة من كل الطيف السياسي.. وقال جبريل ان المجلس المركزي ما زال متعنتاً في ضم الرافضين.. وهذا لا يستقيم لأنهم مجموعة تمثل أقلية بالنسبة للمشهد السياسي الكبير.
جبريل أكد ايضاً بانهم لن يكونوا جزءاً بأي حال من الأحوال من حكومة يشكلها (المجلس المركزى بعيداً عن مشاركة جميع القوى السياسية مشيراً لعدم وجود اي بودار بالكتلة الديمقراطية لاستمالة مكون دون الآخر بقوله : الكتلة إن لم تكن على قلب رجل واحد فهى على قلب (امرأة واحدة) وليس هناك أى بوادر استمالة لمكون دون الآخر وقطع جبريل بعدم أحقية أي جهة فى إلغاء الوثيقة الدستورية أو استبدالها . في اعتقادي بهذا الحديث اغلق د. جبريل الباب الذي يتحدث عنه كثيرون بأن الكتلة ربما توقع على الاتفاق كمجموعات منفردة.. وها هو جبريل يقطع أي شك حول هذا الموضوع.
تمثل الكتلة الديمقراطية جانباً مؤثراً وكبيراً من المشهد السياسي.. وتضم الى جانب الأحزاب الرئيسية فيها اكبر حركتين موقعتين على اتفاق جوبا للسلام؛ وعدم استصحاب هذه الكتلة بالتأكيد له تأثيراته على المشهد السياسي الكلي.. وهذا الذي جعلنا لا نتفاءل باقتراب التوقيع على الاتقاف النهائي.. وهو التوقيع الذي اذا تم .. سيجابه بكثير من التحديات والصعوبات التي تكتنف استمراره.. لذلك من الأوفق لكل القوى الرئيسية في المشهد السياسي ان تتجه نحو احداث توافق.. ومن ثم توسيع قاعدة المشاركة حتى يكتب للاتفاق النجاح في حال تم التوقيع عليه.
صحيفة الانتباهة