مقالات متنوعة

أبو الرنتيسي يكتب: المسؤولية!!!


اليوم جمعة

أبو الرنتيسي

المسؤولية!!!

ما أصعب أن تكون مسؤولاً !

والمسؤولية خشم بيوت تبدأ من مسؤولية الفرد أمام عائلته ونفسه وجيرانه ومعارفه وساكينه في الحي والمدينة والوطن والعالم، (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وفي القرآن الكريم قال تعالى: (إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولـئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا)، فالإنسان مسؤولٌ عن جميع تصرفاته ويوم القيامة يسأل عن شهادته التي كتبت عليه في صحيفته، يقول تعالى: (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) ومثلما الفرد مسؤولٌ عن تصرفاته، يكون الأب مسؤولاً عما استرعاه الله من زوجة وأولاده، والرئيس مسؤولاً عن مرؤسية ورعيته ويتحمَّل تبعات مسؤوليته أمام الله يوم القيامة، نعم ما أصعب أن تكون مسؤولاً !!! في السودان، يتقاتل السياسيون لا من أجل تقديم الخير للناس في هذا البلد المنهك، بل من أجل أن يكون لهم نصيب في “كعكة” السلطة، متناسين حجم المسؤولية التي تلقيها على عاتقهم ولا يتذكرون كم هيَّ عظمية عند الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أن أتى الله بقلب سليم، الفرد فينا يجد صعوبة في تحمل ما ينتج عنه من تصرفات قد يكون وراءها غضب فما بال الذين يبحثون عن تحمل مسؤولية 40 مليون شخص، ستكون مسؤولاً أمام الله عن ما فعلته وما لم تفعله لهولاء، هل يتصور السيد البرهان (مثلاً) أن الله لا يسأله عن شخص يقتل في أقصى مناطق دارفور أو النيل الأزرق أو جنوب كردفان، وكذا حكام تلك المناطق، ماذا تقولون في إجابتكم عن السؤوال وأنتم أمام الله لماذا قتلو؟ ولماذا لم توفروا لهم الحماية؟ وماذا فعلتم بقاتليهم؟ فماذا أنتم قائلون؟.. هل وفرتم لهم الحماية؟ هل قبضتم على قاتليهم من أجل محاكمتهم؟ الجندي الذي يصوِّب فوهة بندقيته لقتل متظاهر لا لفض تظاهرة.. أتظن أن الله يسأل قائدك عما فعلته أنت ويتركك دون عقاب .. أنت مسؤول أمام الله وعليك أن تحضر إجابتك منذ الآن .. هذه نمازج لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقكم .. وغيركم كثيرون في الوزرات، والوحدات الحكومية، وفي الشركات .. وفي وفي … المسؤولية عند الله أمرها عظيم ومن لم يؤدها بحقها هالكٌ لا محالة (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) والله من وراء القصد

صحيفة الانتباهة