بخاري بشير يكتب.. فيك يا مروي !
التوتر بين الجيش والدعم السريع؛ أمراً لا يمكن تغطيته؛أو التكتم عليه؛ ولن تجدي معه مطلقاً عبارات (العلاقات العامة- أو الغتغتة – والدسديس).. ولم يعد كما كان في السابق أن تخرج القيادات من هنا ومن هناك؛ لتنفي بأغلظ العبارات (انو ماف أي خلافات) أو ان ما يجري هو اختلاف وجهات نظر.. وان الجيش والدعم السريع (على قلب رجل واحد).. وحقيقة ما جرى ويجري من الممكن جداً أن يتحول لصراع يؤدي لانفلات عام أو صدام ومواجهة مفتوحة.. والله المستعان
لم تعد مجالس الخرطوم أو الولايات تخلو في نقاشاتها وجلساتها من العبارة الشهيرة أو السؤال الواحد؛ هل ستكون هناك مواجهة بين الدعم السريع والجيش؟.. وهو سؤال سئلنا له مئات المرات كلما جلسنا الى مجتمع .. وذلك بحكم العمل الاعلامي والصحفي؛ أو قربنا من بعض مصادر ودوائر القرار في الدولة.. ولا تكاد تجد أحداً يجيب على هذا السؤال.. لأن أي احد يخشى الاجابة.. بل ويتحاشاها في أحيان كثيرة.
ما جرى بمنطقة الولاية الشمالية.. من تحرك لسيارات الدفع الرباعي الخاص بالدعم السريع في منطقة مروي؛ وما تردد في الميديا أنها توجهت صوب مطار مروي.. ثم البيانات المتبادلة بين الجيش والدعم السريع.. كل ذلك يصب في جانب التوتر وزيادة التمظهرات العسكرية في السودان.
قال الدعم السريع في بيانه إن قواته قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها.. (هكذا جاء النفي مغلظاً).. في وقت قال فيه بيان الجيش ان تحركات وانفتاحات (الدعم السريع) تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط مواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية.
ومضى بيان الجيش للقول: (لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظاً على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس، لأن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع وفيه تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية والولائية واستمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد).
وهنا يتضح بكل جلاء حجم (الاختلاف) بين البيانين.. ما يعني أن التفسيرات لدى أي قوة تختلف بالكلية عن القوة الأخرى.. وهنا تتسارع الخطى نحو الانفلات.. البعض يرى أن الاتفاق الاطاري هو (أس البلاء).. وان هناك جهات تسعى للتحشيد والصدام؛ وحال لسانها يقول اما الاطاري أو الطامة الكبرى والصدام الذي لا ولن يعرف السودان بعده استقراراً.
البعض فسر ما يجري على الأرض من تحركات عسكرية؛ انه يتم بدفع وتنظيم لدوائر دولية استخبارية؛ تريد للاتفاق الاطاري ان يسود على السودانيين وتمضي خطتها المرسومة الى الأمام؛ أو ان (ينهد المعبد على الجميع).. ويدخل السودان مرحلة جديدة أشبه بحالة العراق أو سوريا او ليبيا.. خاصة أن كل معطيات هذه الحالة متوفرة وبكثرة.
نريد في مثل هذه الأجواء المتوترة؛ والمغبرة والمعفرة بسموم الخلاف ان تبرز آراء العقلاء من السودانيين؛ وأن لا نعول على الأجنبي.. الذي يسعى بكل السبل لاشعال الفتيل.. شكراً مني وجبريل ومالك عقار؛ للمحاولات الجادة والمساعي القديرة للتهدئة.. لكن نتساءل أين هي الأحزاب المدنية التي ملأت السودان بالضجيج وما هو موقفها من هذا الذي يجري؟؟
صحيفة الانتباهة