رأي ومقالات

هيثم مصطفى: أدعم وأؤيد وأساند وأناصر القوات المسلحة السودانية

يقول الله تعالى في محكم تنزيله: «منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»
نتضرع للمولى عز وجل أن يتقبل شهداء الوطن والواجب، من الشباب الثائر، والقوات النظامية، وعلى رأسها القوات المسلحة الباسلة، الذين مهرت دمائهم الذكية أرض الوطن، نتضرع له بأن يتقبلهم القبول الحسن، فهم أكرم منا جميعًا، بتقديمهم أرواحهم رخيصة لرفعة البلاد ونماءه.
تمنيت أن أتقدم لكم بالتهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك، وبلادنا في وضع مغاير، لكنها تصاريف الأقدار، التي لا نملك غير الإيمان بها، وأن نحمد الله عليها، فكل أمر المؤمن خير.
أهنئكم بهذا العيد، كونه من شعائر الله، التي أوصانا ديننا الحنيف بأن نهنئ بها ونفرح لمقدمها.
أتألم بشدة لما عاشه ويعيشه الشعب السوداني المعلم، من أوضاع في العاصمة وبعض الولايات، ولعل هذا الألم، هو ما حال بيني والتحبير خلال الأيام الماضية، هو الألم فقط ولا شئ غيره، فموقفي الشخصي من هذه الحرب، معلوم للكافة، والشواهد في ذلك حاضرة لدى الجميع.
بين إعلان مناصرة الحق، والخوف على هذا الشعب من مايعيشه من أوضاع، ألجمني الصمت، لكن كان لابد من كسر حالة الصمت، والظهور للعلن، والحديث بصوت عالٍ.
أدعم وأؤيد وأساند وأناصر القوات المسلحة السودانية، في هذه الحرب، دعم ومناصرة لا تحدها حدود، ووقفة تحية وإجلال لها، على الملاحم البطولية والاستثنائية التي تسطرها ببسالة نادرة، في ميدان الشرف والعزة والكرامة.
نقف مع قواتنا المسلحة بقلوبنا وعقولنا وكافة حواسنا، ونعلن ذلك على الملأ، ففي هذه المواقف لا ينفع الحياد، كما أنني لم أعتاد غير سبيل الوضوح والمجاهرة بالرأي، وهو مسار جلب لي الكثير من العداء لفترات، لكنني مازلت أملك القدرة والطاقة الكافية لتحمُل المزيد منه، في سبيل هذا الوطن العظيم، فوقفتنا ستظل دائمًا قوية وواضحة وشفافة، لا تعرف الخوف أو الحياد.
ماتعيشه بلادنا هذه الأيام، ليس معركة بين مجموعتين أو جيشين، بل هي حرب بين الحق والباطل، بين قوات الشعب المولودة من رحمه، وبين مليشيا ظلت جاثمة على صدر الوطن، والمواطن المغلوب على أمره، لا تجلب غير الفتن والمحن.
لا مجال اليوم للون الرمادي، ولا مكان بيننا لمن يتراجع أو يتخلف عن المضي بقوة في درب الحق، فمعركة الكرامة والعزة والشرف، نتيجتها معروفة ومحسومة، النصر فيها للحق حتى وإن استهلك بعض الوقت.
نتحمل جميعًا هذا الوضع ونتوكأ على جراحنا، نصبر ونحتسب، في سبيل أهداف عليا ننشدها، ونسدد فواتيرها، حتى ننعم وتنعم الأجيال القادمة بجيش وطني مهني محترف، لا ولاء له لغير الوطن، عزته وكرامته وترابه.
نهنئ قواتنا الباسلة بالإنتصارات الكاسحة التي تحققت، ونشد من أزرها للإستمرار في تطهير بلادنا من دنس المليشيات، والخارجين والمتمردين.
أتمنى من الجميع الإلتزام التام بكافة إرشادات الجهات المعنية، بإلتزام المنازل، على أن نتعاون ونتكافل جميعًا، للخروج من هذا الإبتلاء بأقل الخسائر، لا نريد أن نفقد المزيد من الأرواح العزيزة، حتى ننعم جميعًا بفرحة الإنتصار الكبير القادم، لا فاقدين ولا مفقودين.
عاشت القوات المسلحة.. وعاش كفاح الشعب.

هيثم مصطفى كرار