رأي ومقالات

الحكم الشرعي في القتال الدائر بين القوات المسلحة والدعم السريع

*الحكم الشرعي في القتال الدائر بين القوات المسلحة والدعم السريع*
================
✅ لا ينبغي أن يُداخل مسلم شكاً بأنَّ الدعم السريع *حكمهم حكم البغاة*، الذين عرفهم الفقهاء بأنهم:” طائفة لهم شوكة خرجت على الإمام بتأويل باطل”، *فهم خرجوا على الحاكم المسلم، ورفضوا طاعته والانقياد لأوامره، وقرروا عزله وقتله، واستحلوا دماء إخوانهم في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وبدأوا بقتالهم بما دلت عليه الوقائع، فأحدثوا ما يفرق الكلمة ويورث البغضاء.*

🟢 *وقتال البغاة واجب شرعاً* أخذا بقوله تعالى:” فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله”، فهو أمر بالمقاتلة إلى أن يرجعوا إلى الجماعة والطاعة، فإذا كانوا لا يفيئون إلا بالسيف وجب قتالهم به، وفي الحديث: “من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، ويفرق جماعتكم فاقتلوه” رواه مسلم وأحمد. وعن ابن عباس مرفوعا: “من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فميتته جاهلية” متفق عليه، وغيرها من أدلة كثيرة.

🟢 والقتال إنما شرع عند البغي قمعا للفتنة بين المسلمين، ودفعاً لمفسدة التفرق والاختلاف؛ ” وَعِنْدَ جَمَاعَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ *أنَّ قِتَالَهُمْ أَفْضَلُ مِنْ قِتَالِ الْكُفَّارِ* قَالُوا: لِمَا يَلْحَقُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الضَّرَرِ” سبل السلام (2/376)، وقد وردت أدلة كثيرة تنهى عن الخروج وتشدد فيه، كَحَدِيثِ «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»، رواه البخاري ومسلم، وَحَدِيثِ «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ» رواه أبو داؤود، وصححه الألباني، وَحَدِيثِ «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ» رواه مسلم، ولا يجوز القتال تحت راية عمية من قبلية أو مناطقية أو جهوية وغيرها، كما لا يجوز التوقف في مثل هذا الموقف لأن الحق معروف، قال الطبري:” لو كان الواجب في كل اختلاف يكون بين الفريقين الهربَ منه ولزوم المنازل، لما أُقيم حد، ولا أُبطل باطلٌ، ولوجد أهل النفاق والفجور سبيلاً إلى استحلال كل ما حرّم الله عليهم من أموال المسلمين، وسبي نسائهم، وسفك دمائهم، بأن يتحزّبوا عليهم، ويكفّ المسلمون أيديهم عنهم”.

⚪ وهؤلاء البغاة مع عظيم جرمهم الذي ارتكبوه لا يخرجون بقتالهم عن دائرة الإسلام، ولهذا جعلت لهم أحكاما خاصة في قتالهم، فلا يقتل أسيرهم، ولا يتبع مدبرهم، ولا يجهز على جريحهم، ولا يغنم لهم مال ولا يسبى لهم ذرية، وغير ذلك من أحكامهم؛ وإنما شرع قتالهم حتى تنكسر شوكتهم ويكفوا عن الفساد ويدخلوا في الطاعة.

⚪ والحاكم المسلم يقاتل معه حتى ولو كان معه شيء من الفجور، أو شيء من المعاصي، أو شيء من النقص، أو التقصير، ما لم يُرى منه كفرا بوحاً؛ وذلك حفاظا على بيضة الإسلام، وجماعة المسلمين ومكتسبات الأمة ومصالحها العليا.

ونحن هنا قصدنا فقط تحرير الحكم الشرعي، ولا يخفى على عاقل ما يترتب من فتنة وفساد كبير من انتصار هؤلاء البغاة في السودان يقضي على الأخضر واليابس، بما سيحدث من هرج ومرج واقتتال وتدخل الأعداء، وتحكم الأيادي الخارجية وأعداء الملة في البلاد..
⭕ ومن هنا *يجب علينا الوقوف مع قواتنا المسلحة ونصرتهم* ودعمهم بالدعاء والإعلام بصورة واضحة، بل وبالمال والسلاح إن احتاجوا ذلك، وكشف مخططات الأعداء وتحركات العدو وكل ما يقوي شوكهم ويدحر عدوهم وعدونا.. *نسأل الله تعالى نصرا عزيزا لقواتنا المسلحة وسحقا كبيراً لأعداء الملة والوطن ولا نامت أعين الخونة والمارقين*..