تسليح الجيش الشعبي .. هل من معترك.. ؟!
تطل من جديد قضية تسليح الجيش الشعبي بعد ان خبا الغبار الكثيف الذي كانت اثارته الاسلحة المحتجزة في السفينة الاوكرانية بواسطة القراصنة قبالة السواحل الصومالية في اكتوبر من العام الماضي، ويجئ الحديث هذه المرة عبر نشرة اسبوعية متخصصة في شؤون التسلح والدفاع اسمها جينز ديفينس ويكلي، ذكرت في العدد الاخير منها ان جنوب السودان يجمع اسطول مدرعات ، وقالت انه طلب شراء ما مجموعه مائة دبابة، ونشرت صورا التقطتها الاقمار الصناعية لهذه الدبابات.
واول ما يتبادر من الاسئلة هو عن حق الجيش الشعبي في التسلح، و دلالات هذا التسلح والى اين ستتوجه فوهات قاذفات الحمم هذه، وما اذا كان الجيش السوداني معنيا بالامر ام لا.
يقول رئيس اركان الجيش الشعبي اللواء جيمس اوث في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان الجيش الشعبي جيش قومي ومسموح له بالتسلح وفقا لاتفاقية السلام الشامل الموقعة في يناير 2005 ، وكان مدير فرع التنظيم والتسليح بالجيش الشعبى اللواء ركن الياس ويا نيبوج قال في حوار مع صحيفة الحرية في مارس الماضي ان الدستور الانتقالى القومى ودستور الجنوب أقرا بوجود جيشين للدولة السودانية هما ( القوات المسلحة والجيش الشعبى)، واشار الى ان الراحل الدكتور جون قرنق حاول أقناع وفد الحكومة فى المفاوضات بضرورة أن يتسلح الجيش الشعبى بواسطة القوات المسلحة باعتباره نواة الجيش القومى الا أن وفد التفاوض الحكومي رفض مقترح دكتور جون، واضاف (قالوا إن الجيش الشعبى عليه ان يتسلح من ميزانية جنوب السودان بجانب مساعدات من الدول) مشددا على عبارة (من حقنا أن نسلح الجيش الشعبى)، وفي حديثه معي امس يقول رئيس اركان الجيش الشعبي اللواء جيمس اوث (حكومة الجنوب اذا عندها قروش ممكن تعمل اي حاجة لجيشها مثلما هو مسموح للقوات المسلحة) مشيرا الى ان الحكومة وقتها اذا قبلت مقترح الدكتور جون قرنق في ان تدفع الحكومة المركزية قروش التدريب والاعداد والتسليح لكانت اوقفت الشكوك والاقاويل.
الدكتور محمد العباس الامين يقول ان الجيش الشعبي بدأ في التفكير في تحديث نفسه بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل مباشرة وشرع بمساعدة الدول الغربية وامريكا في التهيؤ للمراحل التالية وانشأ برعاية امريكية مركز قيادة في بحر الغزال افتتحته مساعدة وزير الخارجية السابقة جنداي فرايزر، ويقول العباس في اتصال هاتفي مع الصحافة امس ان جملة من الملفات الساخنة تجعل الجيش الشعبي في طور الاعداد والاستعداد لاقصى حد ومنها قضية ابيي والانتخابات والاستفتاء والحدود وغير ذلك من القضايا موضع الاخذ والرد.
وفي ما يتعلق بدلالات تسلح الجيش الشعبي يفرق العباس بين جيشين للحركة الشعبية الاول هو الذي نراه الآن ونسمع به في قتال المليشيات والقبائل وحفظ الامن وخلاف ذلك من الادوار الحالية و(هذا مكون من افراد عاديين) ، والثاني هو الذي لا نراه ولا نعرف عنه شيئا يتكون من نخبة تتدرب تدريبا حديثا وبامكانيات كبيرة وفي اماكن اخرى ، ويتساءل العباس عن هذه النخب التي تدربت في امريكا وكوبا وشرق اوربا (اين هي الآن) مؤكدا ان النخب موجودة ولديها عمل وقد تظهر لاحقا، اما مدير فرع التنظيم والتسليح بالجيش الشعبى اللواء ركن الياس ويا نيبوج فيقول ان الجيش الشعبي قوات منضبطة، وان ما تتناوله بعض أجهزة الأعلام في الخرطوم هي حملة إعلامية ضد الجيش الشعبي ، ويضيف ( المواطنون جميعهم يعرفون أخلاق الجيش الشعبي فحتى في أيام الحرب لم نعتد على المدنيين)
ولكن الفريق أول ركن حسن يحيى محمد أحمد كان شكك في مقال له عقب تفجر ازمة السفينة الاوكرانية في الغرض الذي تسعى له الحركة الشعبية وقال (الدبابات الروسية الحديثة وناقلات الجنود المدرعة وقاذفات اللهب والصواريخ والطائرات الحربية التي يتم التدريب عليها في الخارج كل هذه الأسلحة تعتبر أسلحة هجومية لا تصلح غابات الجنوب وأحراشه لاستخدامها ولهذا فإن استخدامها سيكون خارج أدغال وأحراش الجنوب).
وحين اتوجه له بالسؤال لـ اللواء العباس عن تاثير الامر على القوات المسلحة وما اذا كان الامر يعنيها في المقام الاول، يقول ان الاجابة تحتاج الى دراسة وتقدير موقف ( دراسة عسكرية سليمة تنظر في الامر من جوانبه المختلفة سواء في تعادل القوة او الامكانيات او غير ذلك من مطلوبات النظر في مثل هذه المسائل) بينما يشدد رئيس اركان الجيش الشعبي اللواء جيمس اوث على انه لا تفكير في حرب مع احد ويقول ( لا توجد نوايا للحرب، حكومة الجنوب تسعى للوحدة والسلام)
التقي محمد عثمان :الصحافة