رأي ومقالات

هل يريد حميدتي أن يحكم “كدايس” الخرطوم؟!!


لما لا يستسلم قادة وجنود الدعم السريع حقنا للدماء واعلان النهاية لهذه المهزلة؟ واهتبال فرصة إتفاق جدة التي توفر لهم خروجا آمنا إن جنحوا للسلم ،فمعركتهم صارت في غير ما معترك.. في كل يوم جديد يزداد حنق الناس عليهم بما سببوه من أذى لا تخطئه عين، هب انكم استلمتم كل شبر في ولاية الخرطوم ، من دون ولاء والتفاف شعبي هل يعد ذلك نصرا وتمكينا؟.. أم انكم تقاتلون من أجل القتال نفسه أو مآرب أخرى لا مصلحة لأهل السودان فيها؟ ودونكم تجارب سابقة مماثلة حدثت طوال حقب السودان المتعاقبة منذ الاستقلال.. فشلت عدة إنقلابات على حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود رحمه الله، لأنها لم تجد التأييد الكافي من داخل الجيش ولا من الشعب السوداني لفرضها كواقع على الأرض، إنقلاب كبيدة وشنان وعلى حامد نموذجا.. ذات الشئ حدث في فترة حكم الرئيس الراحل جعفر محمد النميري رحمه الله، كانقلاب الرائد هاشم العطا(1971م)،الذي نجح عسكريا واستلم السلطة لثلاثة أيام، انهار بعدها لأن حاضنته السياسية (الحزب الشيوعي) فشلت في توفير التأييد الشعبى الضامن لاستمراريته، فمن أول هتاف مضاد (عائد عائد يا نميري)، بدأ العد التنازلي لتلاشيه الذي اكملته دبابات مدرعات الشجرة.. حتى إنقلاب يونيو 1989م بقيادة البشير ولو لم يجد التأييد الشعبى قبل الإنقلاب بالمظاهرات الغاضبة على ممارسات الأحزاب وقتها وتهيئة المسرح للإنقلاب واثناءه بتأييد كافة وحدات القوات المسلحة والتأييد الشعبى على الأقل بعدم الثورة عليه كما حدث لإنقلاب هاشم العطا.. لما نجح البشير في استلام السلطة.
إذن لما هذا العناد ومواصلة القتال من قبل الدعم السريع؟ وهم لا يجدون تأييدا من داخل الجيش، بل هم العدو ولا تأييد شعبي ولا غطاء سياسي ولا اعتراف دولي، بل إدانة .. ما الفائدة المرجوة من القتال؟.. هل يريد حميدتي أن يحكم “كدايس” الخرطوم، كما بشر الشعب السوداني بذلك قبلا؟!

محمد بشير عبادي