رأي ومقالات

النقاط فوق الجروح.. حتى لا يضيع الجيش ويتورط الدعم !!


مع دخول الهدنة وتجاوز الحرب 40يوما دون حسم كامل انطلقت بعض الأسئلة القلقة والمخاوف الحذرة مقابل بعض المنشورات الفرحة لبعض العمليات المحسوبة للدعم السريع هنا وهناك -مع هذا وذاك ودون تفاصيل وجدال حول حقيقة الحال القائم دعونا نفترض -افتراضا–البعيد وأن الدعم السريع استلم قيادة الجيش وكل الأسلحة في الخرطوم وأعلن عن قبض كل القادة -السؤال ثم ماذا بعد -؟!

هنا نريد إجابة موضوعية وليس ركوب رأس على شاكلة //تسقط بس// تضيع الجيش وتورط الدعم السريع! !

بداية لابد أن اسارع بتسجيل ان الحل الذي أراه يناسب الجميع دائما وبما في ذلك الدعم السريع هو ان يضع الأخير السلاح ويدخل في ترتيبات أمنية شاملة تعيد الأمر كله للجيش وهذه رؤية سأظل اتمسك بها حتى النهاية ومع ذلك دعونا نمضي مع الافتراضات الاخرى !
هب ان الدعم استلم القيادة واعتقل القادة -ماذا بعد ؟!

إن اكتمال النجاح طبعا يكون في إقرار كامل الجيش أو قل غالبه في السودان بهذا التغيير والتسليم به مع تأييد قوى مدنية معتبرة له وتقدم قوى سياسية لإستلام السلطة فهل ذاك وهذا وارد ؟!

ان الإجابة لشيء لم يحدث بعد وقد لا يحدث قط هي مجرد قراءات ولكن القراءات نفسها لا تكون ممكنة إلا بشواهد من التاريخ القريب والبعيد

في القريب انظر للمواقف الراهنة لقوى الإتفاق الإطاري والحليفة للدعم السريع ولماذا لم تخرج حتى اليوم بشكل صريح مؤيدة للدعم السريع ؟! لا يقولن أحد لأنها ضد الحرب -لا للحرب -وذلك لأنها هددت بها حال عدم إمضاء الإطاري وأقرت بحالها وبلسانها لما وقعت الحرب وشهدنا الاعترافات في (دموع)مريم و (جذور)خالد سلك !

الحديث أن قوى الإطارى مدنية وضد التغيير العسكري غير صحيح فلقد دفعت بهذا الإتجاه حتى جاءت بالبرهان وحميدتي على حساب عوض بن عوف ومجموعته كما انها -أي (قحت)قد طالبت بلسان ابراهيم الشيخ وهو أحد اعقل الرجال فيها وفي البلد -طالبت الجيش في وقت مضى إبدال البرهان بضابط آخر -اي تغيير عسكري مما يجعل الأخير غير مرفوض في أدبيات قحت ولكن ما هو المرفوض ؟!

ان المرفوض ان يأتي التغيير العسكري من خارج المؤسسة العسكرية كما يسعى الدعم السريع اليوم وترفض قحت ذلك لا لمبدأئيتها ولا مثاليتها ولكن لأنها تعرف أنه لن ينجح وان نجح فلن يستمر !

لأن قحت تعلم ان الدعم لن ينجح وان نجح لن يستمر لم تخاطر ولم تغامر بتأييده وبقيت في منطقة الظل وتحت اللون الرمادي على الرغم من ان حليفها العسكري يسيطر على مواقع استيراتبجية ومساحات كافية للإعلان السياسي للحكم الجديد !!

ان الإذاعة القومية – هنا أم درمان -محل البيان والتي يسيطر عليها الدعم السريع على بعد خطوات من البيت الكبير لمريم المنصورة والقصر الجمهوري رمز الحكم المدني على طريق دور المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي فماذا ينتظرون أكثر ؟!

لم ولن تخاطر وتغامر قحت لأنها تعلم ان تغيير يقوم به الدعم وان حدث بإفتراض بعيد فإنه لن يجد تسليم من الجيش ولا تأييد من الشعب وفي ذلك شاهدين للحاضر من التاريخ وهما -/
(1) عندما قطعت قوات العدل والمساواة الف كيلومتر بقيادة الشهيد خليل ابراهيم ودخلت أم درمان عصرا بعد ان هزمت في البداية كل القوة النظامية التى وجدتها على طريقها ولكنها فشلت في التشطيب وذلك لأن ام درمان المدنية أصابها الوجوم على الرغم من العدل والمساواة لم تستهدف غير القوات النظامية بشرا ولا حجرا ولم يفك الله عقدة لسان أم درمان إلا بعد ان أعادت القوات النظامية ترتيب نفسها فخرجت ام در تهتف حتى أشرقت بالدمع جيش واحد -شعب واحد !

خرجت أم در مع الجياشة تطارد الثوار الذين جاءؤها بالعدل والمساواة وجاءوا يخلصونها من حكم العسكر -ألما بتشكر!

(2) في التاريخ ايضا وعلى الرغم من ان النميري كان قد شرب من دماء الأنصار والإسلاميين في ود نوباوي والجزيرة أبا والشيوعيين في الخرطوم ولم يترك قوة سياسية او مدنية إلا وسحقها -رغم كل ذلك وأكثر من آثار الحكم المايوي الحديدي وعندما دخلت قوات الجبهة الوطنية العاصمة كان يكفي نميري قول واحد فقط وهو وصف تلك القوات بالمرتزقة ليطاردهم المدنيين قبل العسكريين في الأحياء وعلى الطرقات حتى هزموهم!

خرج الشعب إذا ليطارد قوات الجبهة الوطنية خلف قائد الجيش الذي قتل أبنائهم في كل مكان بالسودان !

ان شواهد التاريخ ووقائع الحاضر ومسلمات ومحاذير بلا عدد هي ما جعلتنا قبل الحرب واثنائها وحتى نهايتها نوقن بأن الحل فى وضع الدعم السريع للسلاح والدخول في ترتيبات أمنية شاملة تحت مظلة الجيش الواحد بلا شريك !

من الصعب تغيير عقيدة الجيش وعقيدة الشعب وتجريب المجرب لا يفيد والتكرار لا يغير شيئا ولا شخصا !

بقلم بكري المدني