رأي ومقالات

حجم العلاقات التى تربط السودان ومصر تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية


تلقى الأزمة الحالية بالسودان بغيوم كثيفة على استقرار المنطقة العربية والقرن الإفريقى أيضا، وهى أزمة ستتضرر منها دول عديدة بالمنطقة وخارجها، وهو ما يرجع إلى حجم العلاقات الاقتصادية التى تربط السودان بكثير من دول العالم، ولعل الصين تمثل المفاجأة للكثيرين بسبب حجم المصالح التى تجمعها بالسودان وجنوب السودان، حيث يعد البلدان معا الشريك التجارى والاستثمارى الأكبر للصين على مستوى إفريقيا حسب تقارير إخبارية.

أيضا فإن حجم العلاقات التى تربط السودان ومصر تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية نظرا لحجم الاقتصاد غير الرسمى الضخم بالبلدان، ناهيك عن أعداد المصريين العاملين بالسودان والشركات المصرية المستثمرة بالسوق السودانية وفى العديد من القطاعات، والأهم الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية التى تجمعنا بالسودان الشقيق والعمق الذى يمثله السودان للأمن القومى المصرى ومن هنا تأتى أهمية الجهود التى تبذلها مصر بالتنسيق مع العديد من العواصم الشقيقة والصديقة لاستعادة الاستقرار والأمن والهدوء وإيجاد حل سريع لهذه الأزمة التى نأمل ألا يطول مداها. ولعل نجاح الصين فى تقريب الجسور بين السعودية وإيران وافتتاح طهران سفارتها بالرياض الأسبوع الماضى تحت رعاية هذه الوساطة أن يكون دافعا لبكين للانخراط بقوة فى جهود نزع فتيل الأزمة السودانية، وأن تبذل مساعيها بالتعاون مع مصر والدول الأخرى بالمنطقة لدى طرفى النزاع للتوصل إلى اتفاق ينهى حالة الاقتتال الدائرة حاليا بمناطق مختلفة بالسودان الذى نثق أنه سيخرج من هذه الأزمة أكثر قوة وصلابة بفضل دعم الأشقاء ووعى الشعب السودانى الشقيق والعزيز.. حفظ الله السودان وجميع أقطارنا العربية.

عبدالفتاح إبراهيم- بوابة الأهرام