رأي ومقالات

بكري المدني: دولة 56 من يريدها ؟!

ألاحظ أن كثير من أنصار (الدعم السريع) قد تركوا الحديث عن (الإطاري )و(الديمقراطية)وأصبحوا يتحدثون عن محاربة دولة 56م حتى ان عزت يوسف كتب مقالا في هذا الإتجاه وعززه محمد حسن التعايشي بمقال مقارب وطفقوا جميعا يصورون الدعم كحركة تحرر للدرجة التى تعهد فيها عزت في منشور آخر له بالحرب جيل بعد جيل!

بالإمكان طبعا الجدل حول دولة 56م ولكنه جدل لن يفيد الحل وان أفاد الحقيقة فدعونا نمضي نحو الحلول الممكنة والكل يعلم الحقيقة وما من داع للجدل الذي لا يفيد !

بدءا دعونا نتفق على ألا عودة لدولة 56م وليس لا عودة ل25 أكتوير أو ما قبل 2019م ولنعد جميعا الى نقطة التأسيس الأولى ونحطم القاعدة التى قامت عليها في العام 56وان رأى البعض العام 55م نمشي إليها أيضا والمهم أن نصل في النهاية لبداية جديدة!

بما ان الأزمة الأصل في السلطة -كيف يحكم السودان؟ -فإن الحل في الإجابة الواضحة لهذا السؤال السهل!

هناك تجارب عالمية معروفة -جربنا بعضها -وهي تتراوح من تقرير المصير بالاستقلال (الانفصال)والحكم الذاتي والى الكونفدرالية والفدرالية ثم الحكم الإقليمي التقليدي) وغيرها

أغلب الأحزاب السودانية أهملت الإجابة على سؤال الحكم بتصور واضح عدا قوى قليلة منها مؤتمر البجا فى العام 1958م وحركة العدل والمساوة عندما خرج الدكتور خليل إبراهيم متمردا على السلطة في الخرطوم

إتفاقية جوبا عرفت الداء من خلال تشخيص جيد -لكنها أخفقت في تقديري – في تحديد جرعات الدواء المناسبة للعلاج !

أعتقد أننا في حاجة الى (توليفة) تناسب السودان وتحافظ على الشعب والوطن تحت مظلة وحدة حتى وان كانت شكلية تقيه من شرور الحرب وسيناريوهات التمزق وتفتح نافذة لعودة الجنوب

الوصفة الأنسب – برأي – إعتماد الحدود القديمة للأقاليم(أولا)ومنح الأقاليم حقها الكامل في السلطة والثروة (ثانيا)ثم تشكل الأقاليم نفسها للمركز من خلال ممثلين منتخبين منها في مجلس سيادي يباشر سياسات الخارجية والدفاع والاشراف على الأقاليم والفصل والتنسيق بينها دون تأثير على سلطاتها أو المساس بثرواتها

المشاركة فى المؤسسات القومية الثلاث وهي المجلس السيادي ووزارة الدفاع وتتبعها الكلية الحربية وزارة الخارجية وتتصل بها السفارات يتفق عليها جميعها وبما يحفظ تمثيل الجميع فيها ويحافظ على قوميتها

رمزيات الوحدة من العلم ونشيده وشعار الدولة والعملة وحتى الفرق الرياضية القومية تظل واحدة مع الإتفاق على أي إختلاف حول بعضها أو حولها كلها

جبرا لضرر الماضي يمكن إنشاء صندوق مالي قومي لمعالجة آثار الحروبات والطبيعة في كل الأقاليم بما في ذلك الخرطوم!

الإنسان خلق لإعمار الأرض ونحن نضيع موارد كثيرة في حروب متخلفة وانتهازية وعلى الجميع الكف عن ذلك والعودة لبناء الأقاليم مع ترتيب المركز ليصبح مثل الصالون (الديوان) ظريف ونظيف ويكون للجميع في المناسبات العامة ونوافده فاتحة دائما على الكل !

بكري المدني