كذبت ديسمبر وصدق ابن خلدون
تقول تهرب من أجواء الحرب، وتقرأ ليك حاجة، يلاقيك كلام زي دا…
“ وإذا كان الهرم طبيعيًا في الدولة، كان حدوثه بمثابة حدوث الأمور الطبيعية، كما يحدث الهرم في المزاج الحيواني، والهرم في الأمراض المزمنة التي لا يمكن دواؤها؛ لما أنه طبيعي. والأمور الطبيعية لا تتبدل. وقد ينتبه كثير من أهل الدول ممن لهم يقظة في السياسة فيرى ما نزل بدولتهم من عوارض الهرم وأسبابه، ويحسبه ممكن الارتفاع. فيأخذ نفسه بتلافي الدولة وإصلاح مزاجها عن ذلك الهرم ويظن أن الهرم لحقها لتقصير من قبله من أهل الدولة أو غفلتهم. وليس كذلك! والعوائد هي المانعة من تلافيها”
انتهى الاقتباس من مقدمة ابن خلدون – المجلد الثاني – طبعة مكتبة لبنان.
فإذا كان ذلك كذلك، فثورة ديسمبر هي وفق هذا المنطق الخلدوني انتباهة أهل اليقظة، الذين اعتقدوا أن تآكل الدولة ناتج تقصير من قبلهم (فشل النخب) والأمر ليس كذلك، بل هو موت الدولة الطبيعي والشيخوخة التي لا علاج لها. وهل يصلح الثوار ما أفسد الدهر؟
اذن ماتت الدولة السودانية كما عرفناها، ماتت موتا. ولن تعود للحياة بانتصار الجيش، ولا بانتصار الدعم السريع، ولا بالحل السلمي. وكل من يعجز عن رؤية هذه النتيجة، إنما يكذب على نفسه.
فات الأوان!
Ahmed M. Elsharief