رأي ومقالات

الأبعاد الكاملة لبيان ياسر عرمان على لسان حميدتي في حفل توقيع الإتفاق الإطاري

الأبعاد الكاملة لبيان ياسر عرمان على لسان حميدتي في حفل توقيع الإتفاق الإطاري، تتجلى في كل كلمة فيه، بل في كل حرف تمت صياغته بعناية كاملة، مشحونا بكل الحمولات الممكنة؛ ليحكي الخطاب قصة المؤامرة الكبرى على السودان في كل مراحلها وفصولها وصورها التاريخية، والتي كانت ستتوج في فصلها الختامي بواقع ما بعد الإطاري، ليصبح السودان بعدها رواية للتاريخ على غرار الأندلس كما كان يَعِدُ قرنق ويُعدُّ المطبخ الكبير.
سيتم نشر المقال التحليلي الكامل بين يدي نهاية المعركة العسكرية واستئناف المعركة السياسية في شكلها الجديد في حقبة ما بعد حميدتي والجنجويد.

في هذا الأثناء سيظل صبي السياسة المسكين سلك ومن على شاكلته يمارسون الإزعاج بكثير من الثرثرة والمماحكات التافهة والسطحية، ولكنها لن تتطلب ردا أكثر من شعور المواطن السوداني وهو يعايش جرائم الجنجويد عمود وقوام الجيش البديل في دولة ما بعد الإطاري ويستمع لنداءات دسيس مان وحوارات مستشاري وأعوان الهالك بما فيهم الجنجكوز وتصريحات الهالك نفسه وما إلى ذلك.

صور إطارية:
(ولكي نصل إلى ذلك نرى ضرورة الآتي:
أولا: الاعتراف والاعتذار منا جميعا عن عنف الدولة ضد المجتمعات عبر مختلف الحقب التاريخية ..)؛
تلك هي عبارة ياسر عرمان العراب والمهندس والعضو المنتدب لشركة (قحط-جنجويد القابضة)، الأثيرة والشهيرة التي أوردها على لسان حميدتي كجزء من خطابه أمام حفل توقيع الاتفاق الإطاري، لتضج القاعة بتصفيق ارتجت له أرجاؤها وانتابتها حالة حراك (منعكسي) شاملة ما بين تصفيق وزير خارجية سلفاكير الحار والحاد، وتطاول عنق عرمان وهو (يتشابى زي جني الريل) وعيونه تضج بريقا، وتحريك برمة لعكازته في جميع الاتجاهات كمن (يسوط برمة)، بينما لم يكتف فولكر بإجالة بصره في أرجاء القاعة على طريقة ( بعاين بعيوني)، وإنما أصر على مجاراة التعايشي وهو يحاكي(مروحة التربيزة) تلفتا بعنقه ، وإن اكتفى بالضغط الهستيري على حنكه، نقيض صاحبه الذي استبدت به النشوة وهو يدمي كفيه، وهتافات حشد النسويات تتعالى كموسيقى تصويرية روتينية. وهذه المشاهد تكررت كثيرا مع كل فقرة مشابهة، مما جعل كلمة حميدتي أشبه بحفلات محمود عبد العزيز أو ود اللمين في نادي الضباط.

ولما صعد البرهان المنصة سرى في القاعة صمت ووجوم لم تقطعه إلا الأنفاس التي انقطعت تماما عندما حيا مقاتلي جيش بلادي.

Zuhair Abdulfattah Babiker