زادنا وزادهم.. وزيادة
زادنا وزادهم.. وزيادة
أما قبل :
(القوة هي حسن استخدام الوسائل للغايات)
توفيق الحكيم
* إن حدثتك وأنت في عز الأزمة عن نصف كوبها المليان فلن أتفاجأ بعنف رد فعلك أن تلقيت منك لكمة قوية تطيح بي الى الأرض، ولكن شواهد في حرب فرضتها مليشيا التمرد تجعلني أتجرأ وأفعل..
* يقول فيكتور هوغو: (الأخطار الجسيمة تحمل في طياتها نوعا من الجمال، إذ إنها تسلط الضوء على أواصر الأخوة بين الغرباء)، فهذه الأزمة قد حققت هذا النوع من الجمال، فقد فتحت جل البيوت أبوابها لاحتواء غرباء ضيّقت عليهم الحرب واسع ديارهم فهجروها، وقد أعدد لك أمثلة لأحياء وقرى ومدن، فقراء، أغنياء، ناس مرتبات وعمال يومية، نماذج تملأ نصف كوب الأزمة وتقلل من أسى نصفه الفارغ.
* ولكني أحدثك عن من يتصدون لحرب أخرى قد لا ينتبه لها حتى الاستراتيجيين، هل سمعت ما تبثه وكالات العون والإغاثات الدولية من نداءات استجداء تطلب دعمها لتتمكن من غوث أهل السودان من جوع يهددهم ومسغبة؟.
* جمعتني جلسة بإعلاميين وكتّاب فسألتهم عن هل صمتهم إزاء ما تقول به بيانات وكالات الغوث عن أعداد مليونية جوعى ونازحين هو اعتراف بصحة إدعاءاتهم، قالوا لا.. إذن لماذا الصمت؟ قالوا لأن واقع حالنا يكذبهم، نعم هناك معاناة عظيمة غير أنه (ما في زول نام جيعان) كل من له زاد شاركه مع الآخرين ولسان حاله: (زادنا زادكم).
* ولأن الشئ بالشئ يذكر فإن(زادنا) الشركة تستحق أن نحدثكم عنها في إطار نصف الكوب الملآن..
* احتفى الناس وبفرح غامر وهم في عز الأزمة بمن رحلوا عن الدنيا فجر ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، خمسة وثلاثين بطلا بنوا بصدورهم سدا أمام رصاصات الخونة والتي كانت تستهدف رمز عزة السودان قائد جيشه، فدوه بحياتهم ونجا البرهان لينجو السودان من مخطط خبيث..رغم خسارتنا لأبطال غير أن في رجالتهم وتصديهم لعدو وإفشال مخططه شئ يفرح و(يرفع المعنويات)
* وذات الأمر فعلته (زادنا) فقبل أن يحدثني صديق عن من استثمروا الأزمة فأثروا ثم ازدادوا ثراءً، كان قد أفادني زميل مختص في الإعلام الاقتصادي عن جهد عظيم تبذله (زادنا) وهي في صمت تدير به حرب اقتصادية هي توأم هذه الحرب اللعينة وشبيهتها وإن اختلفت الأسلحة والميادين.
* سألته عن تفاصيل الأمر فقد كانت تستحوذ على اهتمامنا أخبار المعارك بالمدافع والدوشكا والمسيرات، ولعله ظن أني أكذبه أو أن ما قاله مجرد تسويق لغرض ما، فاكتفى بإرسال قصاصات لأخبار تؤكد ما ذهب إليه
، وهذه عناوين من بعضها :
* (تواصلا لدورها الوطني والاقتصادي
زادنا العالمية توفر السلع الاستراتيجية للمواطنين).
* (شركة زادنا العالمية للاستثمار بالتعاون مع شركة آفا تريد تسد فجوة السلع الاستراتيجية والأدوية المنقذة للحياة بربط جسر بري).
* (الولاية الشمالية: وصول أكثر من 10000 طن من الدقيق وزيوت الطعام والسلع الاخري والادوية بهدف انسيابها لباقي للولايات وذلك عبر المحفظة الاستراتيجية التي أنشأتها زادنا).
*( د. طه حسين المدير العام لشركة زادنا العالمية للاستثمار: الجسر سيستمر لسد النقص الحاد في السلع الاساسية والادوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية).
* عدت الى صديقي معبرا عن اندهاشي لعدم انتباهي لما فعلت (زادنا)، زادني من الشعر بيت فقال أنها قبل هذا الجسر انتبهت في أيام الحرب الأولى الى احتمال توفر ضعاف نفوس الذين قد يستغلون الظرف لتخزين السلع، فاستولت على المخازن فمنعتهم منها وهذا عين ما تفعله الجيوش في الاستيلاء على مواقع استراتيجية، ثم تعاونت مع الوطنيين من القطاع الخاص من راعوا مصالح الدولة فاتحدوا معها لتحديد الاسعار عبر لجان أمن الولاية، ثم عاجلني بما يستحق أن يصنف بلغة الحرب ك(عملية نوعية) ألا وهو وضعها خطة متكاملة لانسياب السلع للمواطنين و توزيعها على العاملين بالمؤسسات المختلفة بأقساط مريحة، كما يتم توزيعها عبر منافذ البيع المباشر للمستهلك.
* بحثت عبر مصادر موثوقة واستفسرت عن سر (زادنا) اتفقوا في أنها لم تبطرها نعمة البداية اللافتة فمضت تنظر لبكرة بعين حصيفة، قال أحدهم مؤكدا على ذلك بانتخابها لعقل استراتيجي ليجلس على كرسي إدارتها ، ستجد هناك الاستراتيجي د. طه حسين.. وهذا أحد أسرارها..
* ولعل توفر فريق يتميز بعقول استراتيجية يمكن أن تتجرأ المؤسسة على التفكير خارج الصندوق، وهذا ما حدث..
* امتلكت (زادنا) جرأة مدروسة جعلتها تشتري بالجنيه المصري لحوم وتصدرها، وبالمقابل تشتري احتياجات المواطن والجيش وتبيعها بالتكلفة، سألت خبير: ألا تخسر؟ قال بابتسامة: بالعكس تربح حين تحارب الغلاء..
* وافقه إعلامي قريب من الملفات الاقتصادية ومن (زادنا) وأضاف أن الشركة هدفها الرئيسي الآن كسب معركة اقتصادية وأول أهدافها إدخال السلع وضمان استقرار الأسعار فاتجهت للتمويل العالي دون التحجج بعدم تحصيلها على مالها عند عملائه او وزارة المالية ، تحظى الشركة بثقة مؤسسات التمويل وسمها ضمان وعقول فريقها ومطامحهم ضمان أكبر،إضافة لبراعة القائمين علي أمرها في إنشاء وتأسيس الصناديق والمحافظ الاستثمارية لمقابلة الازمة الحالية ..
* أما بعد:
قال ديستوفسكي: (لكن كيف يمكنك أن تعيش دون أن يكون لديك قصة ترويها)..
لدى (زادنا) قصص وحكايات .. ولكن يرويها عنها الناس وبفخر واعتزاز وتكتفي هي بمواصلة العمل لانجاز قصص تستحق أن تروى..