رأي ومقالات

الحرية والتغيير تطالب بتصنيف المؤتمر الوطني منظمة إرهابية وما دايرة دا يحصل للدعم السريع

رؤية الحرية والتغيير

ما يحمد لرؤية الحرية والتغيير النشرتها إمبارح في اجتماع وصفته بالمفصلي والتاريخي وإنها بعد قريب الخمسة سنين بدت تتكلم عن إعادة بناء الدولة والتأسيس. وطبعا قيمة الخط الجديد دا على مستوى الخطاب بيتجاوز بطبيعة الحال الشرعية الثورية بالكلية وبيأسس لشرعية توافقية.

الحرية والتغيير اجتهدت حد الاجتهاد إنها تبدأ تاريخ السودان من ١٩٨٩ وعرفت الوطن والعدو والصديق بناء على التاريخ دا. الأخبار الكويسة هنا إنو حرب إبريل بددت أحلام الحكم عبر الشرعية الثورية مرة وإلى الأبد لأن الحرية والتغيير فقدت التمثيل التضخمي الحصل ليها في ثورة ديسمبر بالكامل ولم يعد في رصيدها السياسي ما يمكنا من الحكم عبر الشرعية الثورية أو حتى تحديد طبيعة الانتقال الجاي. وانتقلنا من انتقال ثوري لانتقال تأسيسي إذا ما على مستوى النوايا فعلى الأقل في مستوى الخطاب.

ولو دا كان خطاب الحرية والتغيير من أول يوم ما كان وصلنا هنا. وطبعا الحرية والتغيير بدت المنحدر الزلق دا من القعاد مع الشعبي (الكيزان الما كيزان) وناس إبراهيم الميرغني. لكن التعلم مفيد حتى لو جا عبر مسار الأحداث ما الأفكار ودا الطبيعي في السياسة السودانية.
الجديد في موقف الحرية والتغيير هي حاجاتين.

لكن أكبر جديد هو وصف الاجتماع دا بالتاريخي والمفصلي. الحاجتين هم: الإدانة الصريحة لانتهاكات الدعم السريع بعد ١٠٠ يوم مع إسقاط متعمد للاغتصاب ومجازر الدعم السريع في دارفور. والحاجة التانية هي الحديث عن عملية سياسية تشمل كل السودانيين باستثناء المؤتمر الوطني.

هنا ملاحظ إنو من أول يوم ختو كراعهم في مصر دا كان كلامهم لسبب واضح إنو مصر حريصة على وجود قوى معينة في أي معادلة انتقالية سودانية.

ما يميز المصريين علينا هو وعيهم بالأمن القومي لدولتهم. ومصر حريصة يكون عندها رافعة على السودان في المرحلة القادمة عشان تضمن مواقف السودان تجاه مصالحها الاستراتيجية العليا وبالذات مسألة المياه. ودا ما فشلت فيه إثيوبيا لارتباط مصالحها بالإمارات ودا الخلا إبي أحمد يمسك العصاية من النص.

أما بخصوص المؤتمر الوطني، فارتدت حليمة لي قديمة بالرجوع لتعريف التاريخ من محطة ١٩٨٩. فبعد كل الانتهاكات العملوها الحنجويد، الحرية والتغيير تطالب بتصنيف المؤتمر الوطني منظمة إرهابية وما دايرة دا يحصل للدعم السريع.

علما إنو لو جينا شفنا أكبر جرم عملو المؤتمر الوطني على الإطلاق عشان نبقيهو بيو منظمة إرهابية حنلقاو هو إنشاء قوات الدعم السريع نفسها.

أنت لي ما دايرنها نصنف الجنجويد منظمة إرهابية؟! بتطلق النار على نفسك لي؟! براك فتحت باب سؤال عليك ما عندو معنى بيأكد حجم تحالفك مع النبت الشيطاني دا.

السودانيين حاليا الفيل في الغرفة بالنسبة ليهم هو الدعم السريع الشردهم من بيوتهم دي ما المؤتمر الوطني الأنت حليتو وفكفكتو كما تدعي. وهنا أي كلام عن حوار سوداني سوداني مفروض يبدا عن نظرية للعدالة الانتقالية تبدا من عنبر جودة وتسليح المراحيل، وكل انتهاكات عنف الدولة.
وهنا كيزان الوطني من أكثر من أجرم في حق السودانيين لكنهم ليسوا الوحيدين. ما تبدا لينا التاريخ من ١٩٨٩ ونحن عندنا لقطة في التاريخ بدت من ١٥ إبريل أنت ما معفي عنها ولا حتمر منها ساي. والعجيب إنو تكون سرديتك بتقول الحرب دي أشعلها المؤتمر الوطني وأنت ما داير تحاوره عشان توقف الحرب. كدي دي وقعها لينا!

المهم في جملة الموقف دا هو إنو إشراقات حرب إبريل بدت تأني أكلها بي إنو أكتر قوى متغطرسة سياسيا بتفويض جاءها من الشارع وليس بكسب يدها بقت تتكلم عن التأسيس وإعادة البناء ما يعني تيقنها جزما بانتهاء زمان الحكم عبر الشرعية الثورية وتبخر الأحلام في أي توافقات على شاكلة الاتفاق السياسي ٢٠١٩ والاتفاق الإطاري. ودا الوعي المؤجل من ١٩٥٦.

على أي حال، أي حديث عن حوار سياسي لإنهاء الحرب دا حصان طروادة الإبقاء على الدعم السريع في المشهد. الحوار السوداني السوداني حبابه لكن بعد الانتهاء من الجنجويد.

لكن أهم ما في الموقف دا هو انو بيدل على نهاية المغامرة بالكلية وإنو الدعم السريع بقى ما ممكن يبقى رافعة سياسية على الإطلاق ودا دالة في نهايته العسكرية. الموقف دا فيو دلالة على النهاية السياسية للدعم السريع، وعشان كدا حطت الرحال في مصر بعد العجز في كينيا وإثيوبيا!

عمرو صالح يس