هيثم محمود: ظهور حميدتي لن يغير في معادلة الحرب شيئاً!!
ظهور حميدتي اليوم وسط عدد محدود من جنوده بعد أكثر من مائة يوم من الإختفاء لن يغير من معادلة الحرب شيئا، فقد ظهر الرجل في أول يوم للحرب أمام القصر الجمهوري وهو في طريقه لإذاعة بيان الإنقلاب وقد سبقه بعض المرتزقة للتلفزيون لتحليل البيان ودعم الإنقلاب!!..
ظهر حميدتي في الساعات الأولى للمعركة وجنوده أكثر من 84 ألف يحيطون بالخرطوم إحاطة السوار بالمعصم ولم يحقق ظهوره شيئاً، ثم ظهر اليوم وجنوده داخل غرف نوم النساء يلبسون (البواريك) ويرتدون (الروبات) فعل سيؤثر هذا الظهور!!.
ظهر حميدتي اليوم متوكئاً على عصا وحركة يده اليمنى غير طبيعية وقد فقد ثلث وزنه ومعظم قواته وكل معسكراته ولم يتجاوز حديثه الثلاث دقائق!!.
بعديداً عن الجدل حول واقعية الفيديو أو تركيبه ومونتاجه فإن ظهور حميدتي لا يتجاوز الحرب النفسية ورفع الروح المعنوية لقواته التي تحولت لتتار وقطاع طرق ونهابين – تركوا مهمتهم الأساسية (محاربة الفلول وجلب الديموقراطية)!!.
إذا صح الفيديو أو لم يصح.. مات حميدتي أو لم يمت.. فهذا لم ولن يؤثر في المعادلة العسكرية بل يتمنى جل قادة الجيش أن يكون حميدتي حياّ ليشاهد قواته وهي تسحق وتنهزم وليتجرع كأس الهزيمة ويعض بنان الندم ألف مرة على خطوته الرعناء..
لن يفيد حميدتي إعتذاره للشعب الذي أُغتصبت حرائره وقُتل أبنائه ونُهبنت ممتلكاته.. ولن تسمع قواته التوجيهات بعدم التفلت والنهب والسرقة ولن يفيده التبرؤ منها ومن أفعالها فقد سبق السيف العزل وعرف الشعب مايُكنه حميدتي ومليشياته لهم..
أما (هضربة) حميدتي ب (الفلول) والكيزان و(هطرقته) بالمرعب أحمد هارون فهذا ناتج عن الهزائم التي تتلقاها المليشيا من القوات المسلحة وكتائب المجاهدين الذين شكلوا درعاً وحصناً متيناً وتقدموا الصفوف لحماية الأرض والعرض مقدمين عشرات الشهداء..
أما حديث حميدتي عن إستبدال قيادة الجيش وتسليم البرهان من أجل الإتفاق فهذا أمر مضحك لأن المعارك الآن في نهايتها وحسم المليشيا عسكرياً أصبح واقعاً بعد تفكيك قوتها الصلبة وتحولها لمجموعات صغيرة تفقد للقيادة.. تنهب وتقتل الأبرياء وتقوم بتجنيد النيقرز واللقطاء وفوق هذا وذاك تسعى للخروج من الخرطوم التي أصبحت مقبرة للمرتزقة.
هيثم محمود