البطاحين ضد كل المتمردين.. الحكمة والفطنة القيادية
لما بدأت قوات درع السودان دعوة التجنيد لأبناء البطانة ووسط وشمال وشرق السودان وفق خطاب جهوي مناطقي بدعوى موازنة كفة التنوع في المليشيات عندما يحين وقت دمجها مؤكدةً وقوفها في صف القوات المسلحة السودانية، ومناديةً بحقوق مناطقهم المهمشة، وكل هذا تحت مرأى الجميع؛
كان الوحيد الذي أعلن وقوفه ضد خطاب التجنيد آنذاك هو ناظر قبيلة البطاحين محمد المنتصر وهذا جزء من بيانه بتاريخ ٢٢ فبراير
“لنا في عسكرة القبائل وتكوين المليشيات المسلحة في مناطق أخرى العبرة والعظة، وعليه سنقف بكل قوة ضد تكوين المليشيات خارج نطاق القانون في مناطقنا الآمنة، ونوجه من أراد التدريب العسكري ،من أبنائنا، الإلتحاق باجهزة الدولة الرسمية كالشرطة والقوات المسلحة والأجهزة العسكرية الرسمية الأخرى إذ أن الأبواب مفتوحة والفرص متاحة وفقا للأسس واللوائح العسكرية وشروط القبول والاستيعاب”،
ولكنه وجد إستهجاناً من بعض أبناء هذه المناطق واتهموه بالوقوف في صف قائد الدعم السريع .
وما هي إلا أيام قليلة وأعلنت القوات المسلحة تمرد الدعم السريع فكان أول من أعلن وقوفه في صف القوات المسلحة هو نفسه ناظر قبيلة البطاحين وقال في بيانه بتاريخ ١٧ إبريل
“ظللنا ومنذ فترة ننادي بعدم التمادي في الأخطاء والذهاب بالبلاد إلى مستنقع لا تحمد عواقبه ولا تعرف ماآلاته ومنذ بداية الأزمة كنا نستشعر أن الأمور لن تتم معالجاتها بالرأي السديد وأن ما وقع هو الذي سيحدث وأما وقد وقع الذي كنا نتخوف منه سوف نكون دعماً لقواتنا المسلحة الباسلة وجيشها الهمام وقد ظللنا على الدوام نساند قواتنا وننصرها .”
في حين إنضم قائد درع السودان للقتال في صف الدعم السريع منذ بداية التمرد ليعلن رسمياً مبايعته وضم قواته لقائد الدعم السريع بتاريخ ٧ أغسطس، فأصبحت مليشيا في كنف مليشيا .
من هنا تتأكد لنا فطنة ناظر قبيلة البطاحين وبصيرته الواسعة ووطنيته المشهود له بها في كل ربوع البلاد، حفظه الله وأدامه ذخراً ودرعاً للوطن ونصر قوات شعبه المسلحة .
مصطفى صديق خالد
٨/٨/٢٠٢٣