امل هباني: ما بياكل الضعيف ..وما بسولب المسكين
كل نفس ذائقة الموت ..لكن قليل من الأنفس تعرف كيف تتسامى بصدقها والتزامها حتى الموت ..ابوه د فضل الله الصايم رحمه الله كان رجل عالم يحمل درجة الدكتوراه في مجال الارصاد الجوي يسلم عليك بتواضع وبساطة وفي ونسته تكتشف انك تجالس موسوعة من العلم والمعرفة ..ووالدته خالتي سعاد صديقة ماما بثينة المقربة …
جيراننا لأكثر من عشرين عاما في الجريف غرب …البيت الذي تربى فيه ياسر يشبه بيوت كثير من السودانيين المرحابة المضيافة التي لا يقفل بابها في وجه ضيف او طالب حاجة. مضيفة الاهل القادمين لقضاء حوائجهم في الخرطوم .خرطوش المياه الممود لكل جار محتاج من سكان السكن العشوائي المنتشر في المنطقة ..
اهله اهل واجب في الكره قبل الفرح (بضراعهم وطعامهم وشرابهم ) .كنت دائما اقول لامي ناس خالتي سعاد ديل محتفظين بطيبتهم واصالتهم وبساطتهم كأنهم لم يخرجوا من الشمالية(حيث أصولهم ) الى الخرطوم منذ السبعينات ..
للواء ياسر الرحمة والمغفرة وتقبله الله شهيداكما أراد مدافعا عن وطنه وأهل السودان وأهل نيالا. مات فارسا مقداما مستبسلا في الدفاع عن المواطنين (لا بياكل الضعيف لا بسولب المسكين ) .خالص التعازي لاسرته والدته خالتي سعاد وشقيفاته واشقاءه ..
وانا لله وانا اليه راجعون. ولعنة الله على الجنجويد أجمعين ومن صنعهم ومن شايعهم ..مقاطيع الصحاري والفيافي القتلة المغتصبين الاوباش ..لا عاشوا حيواتنا المليئة بالمحبة والمحنة ولاتربوا على قيم الخير في الشعب السوداني الذي استباحوه ونكلوا به تنكيلا مرات عديدة دون سبب او عذر . ولتتوقف هذه الحرب التي تتضاعف اثمانها الباهظة كل يوم ونحن نفقد وطننا واحبابنا وارواحنا واملاكنا وبيوتنا واماننا .
أمل هباني