أغلب سكان الخرطوم إتنهبت ممتلكاتهم عن بكرة أبيها
قبل ثمانية سنوات تقريبا و أنا كنت مغترب في الخليج و كنت شغال في مشروع ضخم جدا تحت إدارة شركة سيئة جدا ، سياستها الأساسية كانت تعيين إصطاف لمدة سنة بالكتير تديهم رواتب جزء من الفترة دي و تساومهم في الباقي كان معاي مدير مشروع طالب الإدارة بالراتب و لمن الإدارة رفضت تسلمه حقوقه الراجل جاته ذبحة و ساقوه من المكتب بالإسعاف.
إتذكرت القصة دي و أنا شايف إنه أغلب سكان الخرطوم إتنهبت ممتلكاتهم عن بكرة أبيها وإتلاشى حصاد عمرهم في لحظة و كيف إنهم قادرين يتماسكوا و يتمسكوا بمكارم الأخلاق بل الواحد لسة كريم و أجواد كأنه ما فقد. وعرفت فعلا إنه القيمة الأساسية المنتشرة في مفاهيمنا إنه فعلا الدنيا دي فانية آخرها كوم تراب .
الحاجة دي يا جماعة ما تتخيلوا إنها ساهلة لكن فعلا الواحد بيكتشف المنح في عز المحن بإنه كيف ربنا بيختار يرفع درجات عباده و يهون عليهم المصائب و يلهمهم الصبر و دي بعض الآيات البتمدح الصبر و الصابرين و تبين عظيم ثوابهم عسى إنها تكون تعزية لمن فقد نفسا أو مالاً:
-يقول الله -تعالى- في سورة الزمر: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
– يقول الله -تعالى- في سورة النحل: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
– يقول الله -تعالى- في سورة الرعد: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ* سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
-يقول الله -تعالى- في سورة الفرقان: (أُولَـئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا).
– يقول الله -تعالى- في سورة الأحزاب: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
– يقول الله-تعالى- في سورة الإنسان (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )
بالله عليكم شايفين العظمة و البشائر دي؟
و يقول السلف الصالح عن الصبر حثا و ترغيبا.
-قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا)
– وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له)
وقال: (الصبر مطية لا تكبو، والقناعة سيف لا ينبو
– وقال عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر: (ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيرًا مما انتزع منه، ثم قرأ:( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
جعلنا الله و إياكم ممن كتب لهم الأجر بما سلموا للأمر و تواصو بالصبر و رفع لهم به القَدْر و جعله في يومٍ ثقيلٍ خير ذُخر و أعاضنا به في الدنيا خير أمر.
كتب: مصعب هاشم Mussab Hashim