اقتصاد وأعمالأبرز العناوين

خبير اقتصادي: التدخل الأمريكي والغربي في الشؤون الداخلية يجعل السودان أقرب لـ”بريكس”

أكد د.محمد الناير، الأكاديمي والخبير الاقتصادي السوداني، أن قمة “بريكس” تشكل أهمية كبرى في الوقت الراهن، باعتبارها تكتل اقتصادي قوي جدا سيغير المعادلة الاقتصادية على مستوى العالم.
وقال الناير، في اتصال مع “سبوتنيك”، “معلوم أن التصريحات الأخيرة لقادة الدول سواء كان الرئيس الروسي أو الصيني أو غيرهما من الرؤساء الآخرين، تحدثوا عن ضرورة الانتهاء من القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب، نظرا لأن التوازن العالمي قضية مهمة جدا والقضية الاقتصادية تشكل أهمية كبيرة جدا في هذا التوازن”.

وتابع، “عدد أعضاء مجموعة “بريكس” في الوقت الحالي (5) دول، لكن الباب مفتوح لانضمام أكبر عدد من الدول، حيث أن التعداد الحالي لأعضاء المجموعة الخمس يقترب من نصف سكان العالم، كما يمتلك التكتل إمكانات اقتصادية كبيرة ومهولة وبالتالي هو تكتل مؤثر جدا، علاوة على البنية الأساسية التي تم إنشاؤها من البنك والصندوق الخاصين بالدول الأعضاء،وحينما يتم استكمال كل الترتيبات لتفعيل عمل البنك والصندوق على مستوى العالم ليشمل معظم دول العالم المنضمة لهذا التكتل، سيكون فعليا تم سحب البساط من تحت أقدام مؤسسات كبرى،على رأسها صندوق النقد والبنك الدوليين”.

وأشار الخبير الاقتصادي أن، التطورات الأخيرة التي حدثت نتيجة الحرب الروسية -الأوكرانية (العملية العسكرية الروسية الخاصة)، وما أصاب أمريكا وأوروبا نتيجة العقوبات التي فرضتها على روسيا وارتدت على الغرب بصورة كبيرة، جعلنا نتوقع أن يكون لهذا التكتل دور كبير في التوازن العالمي في فترة ربما بين 3-5 سنوات ، خاصة بعد سعي عدد كبير من الدول للانضمام له.

وتوقع أن تختلف قمة جنوب أفريقيا عن القمم السابقة وأن يتم خلالها إطلاق مؤشرات تختلف عن القمم السابقة، باعتبار أنها جاءت في ظروف بالغة التعقيد تمر بها المنطقة والعالم، كما تأتي في ظروف تتشابك فيها مصالح كل من روسيا والصين من جانب وأمريكا والغرب من الجهة الأخرى فيما يتعلق بالقارة الأفريقية، ولا شك أن هناك حوافز كبيرة ستحصل عليها أفريقيا في المرحلة القادمة نتيجة الانضمام لـ بريكس وما سوف يتبعه من توسع للاستثمارات الصينية الروسية في أفريقيا.
وفيما يتعلق بانضمام السودان لتكتل بريكس يقول الناير:، بالنسبة انضمام السودان لهذا التكتل بعد استقراره سياسيا وأمنيا، سيكون هذا الأمر تحولا كبيرا سياسيا واقتصاديا، وما يجعل السودان أقرب جدا لهذا التكتل هو السياسة الأمريكية وسياسة الغرب التي لم تقدم للسودان شيئا حتى الآن، علاوة على السياسة الأمريكية والغربية المبنية على التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية والأفريقية بصورة مزعجة عكس النموذج الصيني والروسي.

ولفت الناير، إلى أن انضمام السودان لـ بريكس سوف يجلب له الكثير من الاستثمارات من روسيا والصين بصورة أساسية، خاصة أن السودان يمتلك موارد طبيعية ضخمة تعتبر عنصر جذب لكثير من الدول، حيث يمتلك سواحل بطول مئات الكيلومترات على البحر الأحمر و موقع استراتيجي يربط بين المنطقتين العربية والأفريقية، كل هذه العوامل تجعل السودان أقرب للانضمام لهذا التكتل.

هذا وتستضيف جنوب أفريقيا اجتماعات قمة “بريكس 2023” الخامسة عشر، خلال الفترة من الثاني والعشرين إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

وتشهد هذه الاجتماعات مشاركة رؤساء دول ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في المجموعة بالإضافة إلى ممثلين عن 50 دولة، ويشمل ذلك بيلاروسيا، التي تشارك لأول مرة في القمة.

سبوتنيك