راشد عبد الرحيم: الحصون المهددة
بعد إنتصارات الفرقة ١٦ نيالا بيوم واحد تم إغتيال قائد الفرقة اللواء ياسر فضل المولي من قبل حرسه الشخصي .
طبيعة الحرب الدائرة حاليا تشير إلي العديد من مواقع الفتنة و الخيانة الواسعة التي يجب أن تتسع سبل مكافحتها لتشمل الاشخاص والمحاضن .
الحرب التي نعيشها اليوم أشعلها وقادها الرجل الثاني في الدولة ، ولم تنبهنا تهديداته الظاهرة لما يضمره من خيانة فقد هدد بكلمات واضحة بأن الحرب تعني أن تسكن القطط منازل الخرطوم كلها .
لم تقتصر الخيانة والتهديد علي قائد التمرد و من تبعه بل اشترك فيه سياسيون و قد سمع الناس القيادية في قوي الحرية والتغيير و هي تعلن أنه إذا لم يوقع الاتفاق الإطاري فإن لهم خيارات أخري وتبعها قادة في جماعتها السياسية . وإذا كان ثمة سبب لعدم سؤالهم والتحري معهم قبل وقوع الحرب فإن السؤال والتحقيق يكون أولي بعد أن سالت الدماء .
التحقيق مهم لنتمكن به من فهم حقيقي لمنطلقات ومسببات الحرب و يمكن عبره الوصول لمنهج وطني لحماية السودان ، و ذلك حتي لا يكون الوطن مستباحا ، تصريحاتهم قبل الحرب أعقبتها مواقف فعلية مساندة للتمرد ومشاركة له مثلما شاهدناه من أفراد كانوا أدلاء للمتمردين ورأينا صورة لمشارك من حزب المؤتمر السوداني وهو يحمل السلاح في واحدة من الولايات وصورة اخري للقبض علي أحدهم وهو يرشد جنود الدعم السريع لمنازل ضباط متقاعدين وشخصيات في بحري كما شاهدنا عضو لجنة التمكين وهو يحارب مع المتمردين ، كل الذين هددوا بأنه إما التوقيع علي الإطاري أو الحرب قد أسهموا فيها .
الذين هددوا مثل خالد سلك وفكي منقة وجعفر سفارات وطه ويحي وغيرهم من الذين أعلنوا إنضمامهم للتمرد أثناء الحرب أبوشوتال وكيكل والنقيب سفيان وبقال هم من مسببات إستمرار الحرب التي دمرت البلاد ونشرت الفوضي والقتل ولا سبيل لحماية الوطن إلا بمحاسبة عادلة وعقاب رادع لكل من أسهم في الخراب .
إذا أردنا أن نحمي وطننا ونحافظ عليه فأمامنا طريق واحد هو تحقيق شامل لا تكون معه حصوننا مهددة من الداخل .
راشد عبد الرحيم