كذبتهم الأولى وأخواتها
▪️ إن لم يكن ثمة شيء يثبت أن هذه الحرب هي حربهم، فسيكفي إثباتاً لذلك استنادهم على ما تحدثوا عنه من ( واقع جديد ) نتج عنها للانتقال من الحرج الشديد الذي جعلهم ينفون رغبتهم في تفكيك الجيش وإعادة بنائه على هواهم، إلى الأربحية الكاملة في الاعتراف بهذه الرغبة، وفي الوعيد بإنفاذها !
▪️الغريب في الأمر أنهم اتخذوا ما زعموه من “تحطيم” الدعم السريع للمنظومة الأمنية حجةً “لإكمال التحطيم” وإعادة البناء ! بل وحجةً للعدول عن دمج “أداة التحطيم” هذه في الجيش، وتبني ما طرحه عرمان قبل الحرب : ( الدعم السريع قوة لبناء الجيش )! … لقد كان عرمان يتقدمهم دوماً بخطوة، ولقد كانت هناك “شكراً حميدتي” – لإشعالك الحرب – بين، بل فوق، سطور ما هرف به كلٌ من محمد الفكي والتعايشي !
▪️ما يظهرونه على مواقع التواصل وغيرها من تلهف لسماع أخبار انتصار المتمردين في المدرعات وغيرها، يثبت أن ( لا للحرب ) تعني عندهم ( لا للحرب التي لا يطلق فيها الحليف الرصاصة الأخيرة الحاسمة ) … كم أتمنى أن أجد لديهم شعاراً جميلاً لا يستخدمونه كقواد لرذيلة تناقضه جملةً !
▪️ على عكس ما تفترض قحت المركزي لا يملك المواطنون الدافع للي أعناق الحقائق وترويج الأكاذيب من أجل تبرئة جلاديهم، خاصةً كذبة الرصاصة الأولى، فهذه الكذبة لا تفلح في غير الإجابة على سؤال : من هم أصحاب الكذبة الأولى لخدمة المتمردين ؟!
▪️ فوق ذلك، المواطنون في شغل بمعاناتهم عن الأكاذيب، ويعلمون الإجابة على سؤال : من هو صاحب الهجمة الأولى، والأخيرة وما بينهما، على بيوتهم ؟ من هو صاحب عمليات ( القتل، الخطف، النهب، الاغتصاب ، والتخريب … إلخ ) الأولى والأخيرة وما بينهما ؟ … ومن هم أصحاب الدعاية الأولى، قبل المتمردين، الذين يحاولون التشويش على هذه الأسئلة وعلى إجاباتها !
▪️ ليس بلوغ تأييدهم للدعم السريع حده الأقصى عند وصول شروره لحدها الأقصى شذوذاً عن قاعدة، ببساطة لأن شذوذ الأفكار، ومن ثم شذوذ المواقف، هو قاعدتهم … على عكس ما يعتقدون لا يوجد ذكاء/ مكر في هندسة المواقف وإخفاء شذوذها يحقق رضا المتمردين، ثم يفلت تواطؤه معهم من ملاحظة ضحاياهم !
▪️ كذلك طلبهم للتدخل العسكري الأجنبي ليس شذوذاً، وإنما هو الامتداد الطبيعي لاعتمادهم على السفارات، ولطلبهم للتدخل الأجنبي الفكري والثقافي الماسخ للهوية … من يؤمِّلون في احتلال الأجانب للعقول والقلوب، بالتركيز على أسوأ ما عندهم، لا يمكن أبداً أن يروا في احتلالهم للأرض استعماراً !
▪️ لا يسهل تصور ارتحالات عرمان من الحزب الشيوعي إلى حركة قرنق ثم إلى الحلو ثم إلى عقار ثم إلى قحت المتحالفة مع حميدتي، لا يسهل تصورها إلا كرحلة بحث عن الباطل في أنقى صوره … على تباري الجميع في توفير مطلوبه تبقى قحت المتحالفة مع حميدتي هي الأجدر بتحقيق مراده !
▪️ شذوذ أفكارهم تسبب في شذوذ مواقفهم، والإثنان تسببا في قزامتهم، وقزامتهم تسببت في اعتمادهم على الخارج وعلى الدعم السريع، واعتمادهم على الاثنين تسبب في المزيد من شذوذ مواقفهم، والمزيد من شذوذ مواقفهم تسبب في المزيد من قزامتهم، والمزيد من قزامتهم تسبب في صناعة المسخ التي نراه الآن !
إبراهيم عثمان